صحيفة فرنسية: المدير السابق لمتحف “اللوفر” متهم بتهريب آثار مصرية وبيعها للإمارات
قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن عالم الآثار والرئيس السابق لمتحف اللوفر في باريس، جان لوك مارتينيز، يواجه تهمة “غسيل الأموال والتواطؤ في الاحتيال المنظم”.
وقالت الصحيفة إنه يُشتبه في أن مارتينيز “غض الطرف” عن شهادات مزوّرة لقطع أثرية، بينها شاهد من الغرانيت الوردي ضخم وسليم مختوم بالختم الملكي لتوت عنخ آمون، الفرعون الحادي عشر من الأسرة الثامنة عشرة لمصر القديمة، تم تهريبه خلال الثورة.
واستمعت شرطة مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية، الاثنين، لمارتينيز (58 عاما)، الذي كان محتجزا مع 2 من زملائه، وفق الصحيفة.
وأطلقت الشرطة الإثنين، سراح فنسنت روندو، المدير الحالي لقسم الآثار المصرية في متحف اللوفر، وأوليفييه بيردو عالم المصريات (علم يختص بدراسة تاريخ مصر القديمة)، فيما أبقت على مارتينيز إلى الأربعاء.
ويتّهم قاضي التحقيق جان ميشيل جنتيل، مارتينيز بـ”غسيل الأموال والتواطؤ بالاحتيال مع عصابة منظمة”، ويشتبه في “علاقته بتهريب الآثار منذ سنوات من الشرق الأدنى والأوسط، وبيعها تحديدًا لمتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك ومتحف اللوفر أبو ظبي”.
وقالت (ليبراسيون) إن “الإماراتيين ومتحف اللوفر في أبوظبي اشتروا الشاهد عام 2016، إلى جانب أربع قطع أخرى”، وتابعت: “استحوذ متحف اللوفر أبوظبي على العديد من القطع الأثرية المصرية، مقابل عشرات الملايين من اليوروهات”.
وأضاف التقرير أنه “في عام 2018، فُتح تحقيق أوّلي، لتحديد ما إذا كانت هذه الآثار -بالإضافة إلى العشرات من الآثار الأخرى- قد نُهبت ونُقلت عن طريق الاحتيال، ثم تم بيعها بفضل الشهادات المزورة”.
وقالت الصحيفة إن الخبير في العصور القديمة كريستوف كونيكي والتاجر روبن ديب، متورطان في صفقة الشاهد المصري، وأشارت إلى أن الأول تورّط عام 2017، في بيع التابوت الذهبي للكاهن نجيمان مقابل 3.5 مليون يورو، في متحف متروبوليتان في نيويورك.
وأفاد التحقيق الدولي الذي أجرته فرق أمريكية وفرنسية وألمانية ومصرية، أن التابوت سُرق بالفعل في عام 2011 أثناء الثورة ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وقالت الصحيفة إن تراخيص التصدير المزورة قد تم تقديمها لكونيكي من قبل روبن ديب، التاجر ومدير معرض ديونيسوس في هامبورغ.
وأضافت أنه تم تسليم ديب، وهو في الأربعينيات من عمره يحمل الجنسيتين الألمانية واللبنانية، إلى فرنسا حيث وجهت إليه لائحة اتهام وسجن.
وقالت صحيفة (لوموند) إن ديب كان يزود كريستوف كونيكي بالمزادات “لمدة عشر سنوات”، وكان الأخير هو الذي اقترح تمثال توت عنخ آمون الشهير في عام 2016 على متحف اللوفر أبو ظبي، بالإضافة إلى 4 أعمال أخرى تم شراؤها.
وقالت ليبراسيون إنه “تم صرف 15.2 مليون يورو لاحقا، وتم اقتناء الشاهد وأربع قطع”.
وفي مارس/ آذار الماضي، وُجهت أيضا لائحة اتهام إلى تاجر ألماني وجامع مقتنيات ومالك معرض فرنسي بيير بيرجي، يُشتبه في قيامهم بتهريب قطع أثرية نُهبت في دول عربية عاشت أحداث الربيع العربي في أوائل عام 2010.
وكان الإعلان عن هذا التحقيق قد أزعج وسط سوق الفن وتجار التحف في باريس، أحد المعاقل في هذا القطاع.