لتوفيرها ملاذا للأوليجارش الروس.. مطالبات بإدراج الإمارات بالقائمة السوداء

لتوفيرها ملاذا للأوليجارش الروس.. مطالبات بإدراج الإمارات بالقائمة السوداء

طالب ناشطون وسياسيون بإدراج الإمارات على القائمة المالية السوداء؛ لتوفيرها ملاذا آمنا من العقوبات المفروضة على الأوليجاش الروس.

والأوليجارش هو مصطلح يطلق على رجال الأعمال ومالكي الثروات الكبيرة الروسيين من أصدقاء الرئيس "فلاديمير بوتين"، وفرضت الولايات المتحدة والدول الأوروبية عليهم عقوبات؛ بسبب دورهم في دعم نظام بلادهم الذي بدأ غزوا لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط الماضي.

وبرزت الدولة الخليجية كملاذ رئيسي للأثرياء الروس الفارين من تأثير العقوبات العالمية، حيث تتجه الطائرات الخاصة واليخوت العملاقة المرتبطة بالأوليجارش إلى الإمارات، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال الاقتصادي "بيل براودر" إنّ "دبي ظلت مكاناً آمناً للأموال القذرة. يجب الآن وضعها على القوائم المالية السوداء ويجب ألا يكون قادتها موضع ترحيب هنا".

وأضاف لصحيفة "الجارديان" البريطانية، السبت، أنه "يجب فرض عقوبات ثانوية على الإمارات، ما لم تقدّم المساعدة للدول التي تسعى وراء أصول الأوليجارشية"، بحسب ما نقله موقع "العربي الجديد".

وكتب أعضاء في البرلمان الأوروبي، الشهر الماضي، كتاباً إلى "ميريد ماكجينيس"، مفوض الخدمات المالية، يحثون فيه على إدراج الإمارات في قائمة الدول الثالثة التي تشكّل تهديدات بالغة للنظام المالي.

وأوضحت "كيرا ماري بيتر هانسن"، العضوة الدنماركية في البرلمان الأوروبي، أنّ التحقيق الأخير كشف كيف أنّ الإمارات كانت ملاذاً آمناً للعائدات الإجرامية والمسؤولين الفاسدين والأوليجارشيين الروس.

وأكدت: "نريد وضع الإمارات على قائمة سوداء، خاصة في ظل العدد الكبير من الأوليجارشية الروسية الذين يستخدمون البلاد لتجنب العقوبات"، بحسب المصدر ذاته.

وفقاً للصحيفة البريطانية، فإنّ إحدى أغلى الطائرات الخاصة في العالم، والتي تقدر قيمتها بنحو 350 مليون دولار، والمملوكة للملياردير الروسي "رومان أبراموفيتش"، موجودة في دبي، حيث أشارت وزارة العدل الأمريكية، في المستندات القانونية لطلب مصادرة الطائرة، أنّ آخر رحلة مسجلة لطائرة "بوينج 787 دريملاينر" التي يمتكلها "أبراموفيتش"، انطلقت من موسكو إلى دبي في 4 مارس/آذار الماضي.

ووجد محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي، مثل كثيرين غيرهم ممن يسعون وراء أصول الأوليجارش الروس، أنّ المسار يؤدي في كثير من الأحيان إلى دولة الإمارات، كما سجل ارتفاع في شراء الروس للعقارات هناك.

ورصد يخت فاخر مخفي عن أنظمة التتبع تبلغ قيمته نحو 240 مليون جنيه إسترليني، والمرتبط بالملياردير "أندريه ميلينشينكو"، في ميناء بإمارة رأس الخيمة شمالي الإمارات، وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

كذلك كان آخر ظهور لليخت الذي يملكه الملياردير وعضو البرلمان الروسي "أندريه سكوتش"، والذي يخضع لعقوبات من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، في دبي في 6 مارس/آذار الماضي.

وتصنف الإمارات حديثا ضمن "القائمة الرمادية" لغسيل الأموال، من قبل "مجموعة العمل المالي" (منظمة حكومية دولية لمكافحة غسيل الأموال والتمويل غير المشروع مقرها باريس).

وتحتضن الدولة الخليجية أكثر من 4 آلاف شركة روسية تعمل في قطاعات العقارات والصناعة والغذاء والبنية التحتية والموانئ والطيران والبتروكيماويات.

وتستحوذ الإمارات على 55% من تجارة روسيا الخليجية، وتعد الوجهة الأولى عربيا للاستثمارات الروسية، وتستحوذ على 90% من استثمارات روسيا بالدول العربية.

في المقابل فالإمارات أكبر مستثمر عربي في روسيا، وتساهم بـ80% من الاستثمارات العربية فيها، كما تعتبر دبي وجهة مميزة للسياح الروس.

 

الكاتب