تنافس خليجي لتأسيس تحالفات جديدة .. وبن سلمان يسعى لمصالحة مصرية مع تركيا والإخوان
قال مصدر حكومي مطلع على العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية إن ولي العهد السعودي والوفد المرافق له سيبحثون في القاهرة «ملفين غير تقليديين»، هما تسريع التقارب مع تركيا والإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على الجبهتين منذ عدة أشهر، لكن بوتيرة أبطأ مما تريده الرياض
أضاف المصدر أن بن سلمان سيناقش شخصيًا المصالحة مع تركيا خلال لقائه مع السيسي، في حين ستتم مناقشة المحادثات حول الإخوان المسلمين في اجتماعات بين كبار المسؤولين في كلا البلدين.
يرجع «إلحاح» السعوديين، الذي أشار إليه المصدر، على التقارب المصري التركي والتنسيق الأوسع مع جماعة الإخوان، إلى القلق بشأن محاولة الإمارات الموازية لتحقيق تقدم مع واشنطن في خطتها الخاصة بأُسس سياسة إقليمية جديدة.
وبحسب المصدر الحكومي الأول، فإن إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع جماعة الإخوان، أصبح أيضًا ساحة للتنافس بين الأطراف الإقليمية والدولية.
يقول المصدر إن كلًا من السعودية والإمارات «لديهما اتصالات قائمة مع قادة الإخوان المسلمين الدوليين»، مضيفًا أن جهود السعوديين الحثيثة لإيجاد حل للصراع مع النظام المصري تأتي كمحاولة لتجنب المنافسة مع الإمارات، وكذلك لاستباق «أحدث الجهود الأمريكية والبريطانية لبناء قنوات اتصال مع الجماعة». ويضيف المصدر أن السعوديين «نجحوا في دعمهم لمرشد الإخوان المسلمين المؤقت المقيم في لندن، إبراهيم منير، في مواجهته مع محمود حسين المقيم في اسطنبول
وقبل يومين، أعرب رئيس حزب المحافظين، أكمل قرطام، في ظهور تليفزيوني عن دعمه للمصالحة مع الإخوان المسلمين بشرط أن يسبقها حوار موسع مع السلطات. وأشار قرطام إلى أن ممثلي الدولة يجرون بالفعل حوارًا مع الإخوان، وأنه في حال توصل الطرفان إلى توافق، يجب طرحه على الجمهور. وقال قرطام إن المصالحة ستكون موضع ترحيب، وأنه لا يعارض إدراج شخصيات معارضة في المنفى، مثل أيمن نور، في الحوار الوطني الذي دعا إليه السيسي نهاية شهر رمضان.
وردًا على سؤال حول تصريحات قرطام، قال المصدر الحكومي الأول إن قرطام قد حصل على الأرجح على معلوماته من الإماراتيين، حيث تربطه علاقات عائلية بشخصيات في دوائر صنع القرار في أبو ظبي.
قال مصدر سياسي مطلع في القاهرة له حضور في دوائر صنع القرار، إن المحادثات قد بدأت بالفعل على المستوى الإقليمي بين مصر وقطر وتركيا بشأن الإخوان.
«لقد وافق القطريون والأتراك على أنهم من الآن فصاعدًا لن يسمحوا بأي نشاط للإخوان على أراضيهم. واستجابت مصر من حيث المبدأ لمطالب تحسين ظروف قادة وأعضاء الإخوان في السجن، والنظر في الإفراج عن بعضهم في المستقبل». وأضاف المصدر أنه «من الصعب القول إن هذا الموضوع يحوز رضا الأجهزة الأمنية، لكن الأمور تتغير إلى حد ما».