رجل أعمال إماراتي يكشف عن رسالة من هرتزل ويشارك بمؤتمر "صهيوني" ويدعو للتعايش
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست"، إن أحمد عبيد المنصوري، مؤسس متحف معبر الحضارات في دبي، كان أول عربي مسلم يشارك شخصيا في مناسبة للمجلس الصهيوني العالمي في بازل، بسويسرا.
ونشرت الصحيفة العبرية، تقريرا عن رجل الأعمال الإماراتي، قالت فيه إنه "اشترى رسالة تاريخية" من مؤسس الحركة الصهيونية "ثيودور هرتزل" ودعا فيها للتوقف عن معاداة الصهيونية وإسرائيل.
وقالت الصحيفة عبر تقرير لها، إن المشاركين الـ 2,000 دهشوا عندما علموا أن واحدا من المتحدثين الرئيسيين سيكون مسلما وأول من أنشأ معرضا تذكاريا للهولوكوست في العالم الإسلامي والداعم لليهودية في الإمارات.
وفي الذكرى الـ 125 على أول مؤتمر صهيوني كشف المنصوري عن رسالة مكتوبة بخط اليد من مؤسس الحركة الصهيونية تيودر هيرتسل. والرسالة التي تم التحقق من صحتها ووقعها هيرتسل عام 1897، كتب فيها أنه لا يستطيع قبول المتقدمين المحتملين لمنظمته التي أنشأها قبل فترة. وتظهر الأدلة أن هذا الرفض كان يخص المتقدمين الذين لم يتم تحديد هويتهم للمنظمة وقبل أيام من أول مؤتمر صهيوني.
ونقلت الصحيفة عن المنصوري، العضو السابق في المجلس الوطني الفدرالي "أحترم الصهيونية"، وسئل إن كان نفسه صهيونيا، فأجاب بأنه لم يكن "عضوا في أي جماعة" ولكنه "يحاول التواصل". وقال المنصوري مبتسما: "أحترم كثيرا دولة إسرائيل، وأصدقاءنا اليهود وإخواننا وأخواتنا وأولاد عمنا، فنحن إخوة قبل أن نكون في الحقيقة أولاد عم".
وأضاف: "نحن بحاجة لوقف معاداة السامية ومعاداة الصهيونية ومحاولات نزع الشرعية عن إسرائيل وعلى الناس المضي قدما ومحاولة بناء جسور".
وبحسب المنصوري فإن هناك "الكثير من الأشياء المشتركة بين اليهود والعرب وبين الإمارات وإسرائيل، فنحن دولتان حديثتان ولكننا حافظنا على هويتنا".
وفي الذكرى الـ125 على أول مؤتمر صهيوني، كشف "المنصوري" عن رسالة مكتوبة بخط اليد من "هرتزل".
وفي الرسالة التي تم التحقق من صحتها ووقّعها "هرتزل" عام 1897، قال إنه لا يستطيع قبول المتقدمين المحتملين لمنظمته التي أنشأها قبل فترة.
وتظهر الأدلة أن هذا الرفض كان يخص المتقدمين الذين لم يتم تحديد هويتهم للمنظمة، قبل أيام من أول مؤتمر صهيوني.
وبدأ المنصوري متحفه معبر الحضارات في بيته عام 2006، ثم تبنته الحكومة عام 2011 لاعتقادها بالإمكانيات التي يتوفر عليها. ويحتوي المتحف الذي أقيم على الشارع الرئيسي في المنطقة التاريخية من دبي الشندغة واحتفظت محتوياته في بيت الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم، على وثائق يهودية تاريخية ورسائل وعملات، وقبل توقيع اتفاقيات "أبراهام" في عام 2020. وخصص المنصوري جزءا كبيرا من مقتنيات المتحف لإظهار التاريخ الثري ليهود الشرق الأوسط، مظهرا أن اليهود كانوا سكانا محليين وجزءا مهما من المنطقة.
أما معرض الهولوكوست التذكاري في المتحف فقد افتتح في يوم ذكرى الهولوكوست في إسرائيل عام 2021 وبعد توقيع اتفاقيات التطبيع. وتحول إلى مركز للنشاطات المتعلقة بالهولوكوست ومركزا لدعم السلام والتسامح والتضامن اليهودي- العربي في الشرق الأوسط، ونقطة لقاء مهمة ليهود الإمارات.
وقال المنصوري للمؤتمر إنه حصل على الرسالة بخط يد هيرتسل عام 2016 في فيينا. وعرضت في دبي، كجزء من المقتنيات اليهودية والوثائق التي عرضت لزوار المتحف.
وأوضح المنصوري: "من المهم أن يتعلم الجيل الجديد في الشرق الأوسط عن اليهودية والصهيونية وإسرائيل. وسيقوي هذا السلام ليس بين الإمارات وإسرائيل ولكن في كل المنطقة. ومن المهم أن نعيش جنبا إلى جنب باحترام متبادل وفهم تاريخ وقيم كل بلد وشعبه".
وقال رئيس المجلس الصهيوني العالمي ياكوف هاغويل إن "عمل المنصوري الاستثنائي في إحياء الهولوكوست بالإمارات هو مثال مهم للعالم العربي وتغيير المفاهيم والنقاش بشأن الهولوكوست وأهمية دولة إسرائيل". وأضاف: "لم يحلم هيرتسل يوما بمشاركة قائد عربي شجاع في المؤتمر الصهيوني إلى جانب آلاف اليهود من كل أنحاء العالم والذين يهدفون لتقوية وتنمية استقلال وسيادة دولة إسرائيل". لكنه تخيل ردا إيجابيا من القادة العرب في روايته الخيالية "الأرض القديمة الجديدة".
وقاد المنصوري الوفد من الإمارات مع المتبرع الإسرائيلي- الجنوب أفريقي رجل الأعمال إيتان نيشولز قبل عدة أشهر. وقال عن مشاركته في مناسبة المؤتمر الصهيوني "مسيرة الأحياء": "أعتقد أنه من المهم أن تكون هنا لأن أي موضوع يقود لسوء الفهم أو سوء التفسير، يجب أن يكون مفتوحا ومحلا للنقاش". وعندما سئل عن توقع ردة فعل على مشاركته، أجاب المنصوري: "ربما كانت هناك تقارير إعلامية سلبية ولكنني أتوقع الأفضل وأي شيء يدعو للتقدم يواجه مقاومة من ناس بأعينهم".