صحيفة تكشف القصة الكاملة لإغلاق جريدة يومية في الإمارات بشكل مفاجئ
كشفت صحيفة عربية، عن أن طاقم العمل كاملاً بمن فيهم رئيس التحرير في جريدة "الرؤية الاقتصادية" أصبح يواجه احتمالات إنهاء خدماته وترحيله إلى خارج البلاد، وذلك كعقوبة جماعية لهم بسبب تحقيق صحافي أغضب السلطات في أبوظبي.
وقال مصدر في "الرؤية" لصحيفة "القدس العربي" إن الاعتقاد السائد في أوساط العاملين هو أن التحقيق الصحافي المشار إليه تسبب بإغضاب رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد شخصياً، وأن القرار العاجل بوقف الصحيفة عن الصدور ووقف كافة العاملين فيها، جاء من مكتبه بصورة مباشرة، وهو ما يُفسر حالة الاستنفار والاستعجال والمفاجأة في التعامل مع الأمر.
وتعد "الرؤية الاقتصادية" هي الجريدة الاقتصادية الوحيدة في الإمارات، وتصدر بشكل يومي، وكانت قد تأسست قبل نحو 15 عاماً، ويسود الاعتقاد بأنها مملوكة لأحد أبناء الشيخ زايد، أي أنها مملوكة لأحد أمراء أبو ظبي، على الرغم من أن مكتبها الرئيسي يقع في دبي.
ونشرت الصحيفة الاقتصادية قبل أيام تحقيقاً صحافياً تناول ارتفاع أسعار الوقود في الإمارات، لكن التحقيق لفت إلى ظاهرة مسكوت عنها وهي أن الكثير من المواطنين الإماراتيين باتوا يلجأون إلى سلطنة عُمان لشراء الوقود من هناك بأسعار أرخص بكثير، كما كشف التحقيق عن حجم التباين في أسعار المحروقات بين السلطنة ودولة الإمارات على الرغم من أن كلاً من البلدين منتج للنفط وبكميات كبيرة.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" كشفت في تقرير لها أن رئيس التحرير ومعه عدة محررين في الصحيفة بمن فيهم رؤساء أقسام وصحافيون خضعوا جميعاً للتحقيق الداخلي في شركة إنترناشونال ميديا إنفستمنتس "آي إم آي" وهي الشركة المالكة للصحيفة، وبعدها بأيام تقرر تسريح عدد كبير من الصحيفة.
ولم تذكر الوكالة ما هو مصير رئيس تحرير الجريدة، وهو صحافي أردني معروف، كما لم يتمكن المصدر الذي تحدث للصحيفة من تأكيد مصير رئيس التحرير بشكل قاطع، لكن يسود الاعتقاد داخل الجريدة أن الشركة المالكة تتجه إلى إنهاء خدماته وإلغاء إقامته وإعادته إلى الأردن.
ووفقاً لشركة إنترناشونال ميديا إنفستمنتس فإن إغلاق "الرؤية" سببه فقط تحولها إلى منفذ أعمال جديد باللغة العربية لقناة "سي أن أن".
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" إن حرية التعبير في الإمارات تخضع لرقابة وسيطرة قوية على وسائل الإعلام المحلية.
وأضافت: "تنتشر الرقابة الذاتية بين الصحافيين المحليين حيث يتوقع تقديم أخبار سارة فقط عن الإمارات التي تفضل رسم صورة لنفسها كوجهة عالمية جذابة للسياح والمستثمرين وشركات الإعلام الغربية".
وقالت محللة أبحاث الشرق الأوسط في مجموعة فريدوم هاوس التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، كاثرين روث: "ترسم الإمارات صورة لنفسها باعتبارها بيئة أعمال ليبرالية منفتحة، بينما هي في الواقع تواصل القمع، فهناك رقابة واسعة النطاق على الإنترنت وغيره، ما يحد من قدرة الصحافيين على العمل".
يشار إلى أن شركة "آي إم آي" مملوكة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الملياردير شقيق رئيس الإمارات الذي يمتلك أيضاً نادي مانشستر سيتي البريطاني لكرة القدم.
وتشمل منافذ "آي إم آي" الإعلامية صحيفة "ذا ناشونال" التي تصدر باللغة الإنكليزية من أبو ظبي، وقناة "سكاي نيوز عربية" التي تبث أيضاً من أبوظبي.