التطبيع الإماراتي الإسرائيلي ليس بالأمر الجديد .. حقائق شاهدة
مع تصاعد أصوات الناشطين الإماراتيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، واعتراضهم على التطبيع الواضح بين السلطات الإماراتية والكيان الصهيوني، غرّد الناشط الإماراتي "فاهم" موضحاً أن هذا التطبيع ليس بالأمر الجديد.
وبدء فاهم تغريداته بالتأكيد على أن عمليات التطبيع الإماراتية الإسرائيلية قديمة وليست جديدة، وأن استقبال فريق رياضة الجودو في أبو ظبي وتصويت الإمارات بالموافقة على انضمام اسرائيل إلى عضوية لجنة "الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي" التابعة للأمم المتحدة، لا تعد السوابق الأولى في هذا المجال.
وأشار فاهم إلى أن التطبيع بدء منذ أكثر من 10 سنوات مضت، حيث كانت البوادر بزيارة محمد العبار رئيس شركة "إعمار" المملوكة لدبي إلى إسرائيل في عام 2005، واستمرت هذه العلاقات بشكل سري بين الطرفين.
ولم ترفض الإمارات في 2006 طلباً لإسرائيل باستقبال العميل محمد دحلان في أراضيها، بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، ليتحول بعدها دحلان إلى صديق مقرب ومستشار محمد بن زايد، والذي منحه جواز دبلوماسي إماراتي، ليلعب دور العراب للعلاقات الإماراتية الإسرائيلية، ودوراً كبيراً في تمرير الأجندات الخارجية في مختلف دول المنطقة.
ومن أمثلة التنسيق عالي المستوى بين الطرفين هو اغتيال القيادي الفلسطيني محمود المبحوح في أحد فنادق دبي مطلع عام 2010، في عملية منسقة بشكل كامل بين أجهزة المخابرات الإماراتية والإسرائيلية، ولعب الخائن دحلان دور الوسيط فيها.
ويشير فاهم إلى أن تطور العلاقات الأمنية بين الإمارات وإسرائيل ساعد على تطوير التبادل التجاري بين الطرفين، موضحاً أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين باتوا يقضون عطلاتهم في دبي بشكل مكشوف.
ومن أوجه العلاقات الوطيدة بين السلطات الإماراتية ونظيرتها الإسرائيلية، توحدهما خلف هدف مشترك وهو ضرب المقاومة في غزة، وهو ما بات واضحاً لقادة المقاومة بعد اكتشاف قافلة التجسس الإماراتية التي فضح أمرها في الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014، ويأتي ذلك بشكل متزامن مع موجات متواصلة من الردح الإعلامي ضد المقاومة وقادتها من قبل إعلاميين إماراتيين وسعوديين ومصريين يتبعون بشكل مباشر لمحمد بن زايد، في خدمة جليلة مقدمة لمصلة إسرائيل وأجندتها.
وتأتي هذه الأعمال القذرة لمحمد بن زايد ضد المقاومة لتحقيق هدفين، الأول هو الحفاظ على العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، والثاني هو حقده المعلن على الإسلاميين وكل ما يمت لهم بصلة.
ومع تطور العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، قامت السلطات الإماراتية بطرد عدد من الفلسطينيين المقيمين في أراضيها، ويتبع معظمهم لحركة فتح بسبب عدم اتباعهم لتيار دحلان في الحركة.
وعن التغول الإسرائيلي في الإمارات، يشير "فاهم" إلى وجود لوبي تجاري إسرائيلي في دبي وأبو ظبي، حصل على ملكية عدد من المشاريع الكبرى، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تعود ملكيتها لعملاء الصهاينة مثل دحلان وأبناء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
واختتم "فاهم" تغريداته بالتأكيد على أن تطور العلاقات بين الإمارات وإسرائيل وصل إلى حد التنسيق والتدخل الخارجي في دول المنطقة، مشيراً إلى الدعم المشترك من البلدين للانقلاب الدموي الذي قاده عبد الفتاح السيسي في مصر، يضاف إلى ذلك العمل المشترك حالياً للحفاظ على نظام الأسد في سوريا، حيث يخشى الطرفان وصول البديل الإسلامي للحكم في سوريا، بما يشكل تهديداً لمصالح النظام الإماراتي ومصالح الكيان الصهيوني الغاصب.
يضاف إلى أشكال التطبيع التي ذكرت أعلاه، ذهاب المنتخب الإماراتي لكرة القدم في سبتمبر الماضي للعب مباراة أمام نظيره الفلسطيني في ضاحية الرام بالقدس، وذلك من خلال المعابر والحواجز الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وهو ما رفضته السعودية مؤخراً وأجبرت الاتحاد الفلسطيني والاتحاد الدولي "الفيفا" على نقل مباراة السعودية وفلسطين إلى أرض محايدة.