1600 في عام.. الصحافة العبرية تستغرب قلة السياح الإماراتيين لإسرائيل

1600 في عام.. الصحافة العبرية تستغرب قلة السياح الإماراتيين لإسرائيل

أعادت الصحافة العبرية الحديث عن "خيبة أمل" إسرائيلية من عدم مجيء السياح الإماراتيين إلى تل أبيب، رغم توقيع اتفاقية لتطبيع العلاقات مع أبوظبي منذ أواخر عام 2020، وهي الاتفاقية التي عولت عليها دولة الاحتلال لتحقيق انتعاشة سياحية بها من الإماراتيين والخليجيين المعروفين بشراهتهم في الإنفاق.

وقالت صحيفة Times Of Israel، في تقرير، الثلاثاء، إنه رغم إبرام إسرائيل اتفاقية دبلوماسية مع الإمارات عام 2020، وشعورها بأن ذلك سيساهم في جلب المزيد من السياحة العربية إلى تل أبيب، لكنه بعد حوالي عامين من إبرام هذه الاتفاقيات، كان التدفق المتوقع للسياح من دول الخليج العربية إلى إسرائيل هزيلاً.

وتضيف أنه "رغم زيارة أكثر من نصف مليون إسرائيلي لأبوظبي الغنية بالنفط ولدبي المرصعة بناطحات السحاب، لم يزر إسرائيل إلا حوالي 1600 مواطن إماراتي فقط منذ رفع القيود المفروضة على السفر بسبب فيروس "كورونا" في عام 2022، حسبما قالت وزارة السياحة الإسرائيلية لوكالة أسوشيتد برس".

ولا تعرف الوزارة عدد البحرينيين الذين زاروا إسرائيل لأنها قالت إن "أعدادهم ضئيلة جداً".

ويأتي تقرير Times Of Israel بعد 3 شهور من تقرير مماثل نشرته صحيفة "ذي ماركر" العبرية، في سبتمبر/أيلول الماضي، حينما تساءلت: "لماذا يحجم الإماراتيون عن زيارة إسرائيل في الوقت الذي يغمر به السائحون الإسرائيليون الأراضي الإماراتية؟".

وتنقل Times Of Israel عن "مرسي حيجا"، رئيس منتدى المرشدين السياحيين الناطقين بالعربية في إسرائيل: "لا يزال الوضع شديد الغرابة والحساسية. الإماراتيون يشعرون كأنهم يرتكبون خطيئة ما إذا أتوا إلى هنا".

وتتابع الصحيفة أن "خبراء يقولون إن قلة السائحين الإماراتيين والبحرينيين تعكس مشكلة صورة إسرائيل الراسخة في العالم العربي وتكشف عن قصور الاتفاقيات الإبراهيمية".

ورغم ارتفاع حجم التجارة الثنائية بين إسرائيل والإمارات من 11.2 مليون دولار عام 2019 إلى 1.2 مليار دولار في عام 2022، تراجعت شعبية الاتفاقيات في الإمارات والبحرين منذ توقيعها، وفقاً لاستطلاع أجراه معهد واشنطن لصالح مؤسسة Near East Policy الأمريكية.

ورغم أن مسؤولين سياحيين إسرائيليين سافروا إلى الإمارات، الشهر الماضي، في حملة تسويقية لنشر فكرة أن إسرائيل وجهة آمنة وجذابة، لاسيما تل أبيب، لا يزال التشاؤم سيد الموقف.

وتقول شركات سياحية إن الرهان على القدس لم يأتِ إلا بنتائج عكسية حتى الآن. إذ إن الاضطرابات التي تشهدها المدينة أخافت الإماراتيين والبحرينيين، الذين واجه بعضهم رد فعل عنيفاً من الفلسطينيين الذين يرون في هذا التطبيع خيانة لقضيتهم.

من جانبه، قال "دان فيفرمان"، مدير مجموعة "شراكة"، الخاصة بتبادل الزيارات الشعبية بين إسرائيل والعالم العربي: "لا يزال التردد هو الشعور الغالب في العالم العربي. فهم يتوقعون أن إسرائيل منطقة نزاع، ويتوقعون أن يتعرضوا للتمييز".

وقال إنه بعد إشرافه على رحلتين للبحرينيين والإماراتيين إلى إسرائيل، واجهت "شراكة" صعوبة بالغة في العثور على مواطنين آخرين مهتمين بالزيارة في دول الخليج العربي.

وتسترجع الصحيفة حين زار مجموعة من مشاهير الشبكات الاجتماعية الإماراتيين والبحرينيين المسجد الأقصى عام 2020، تعرضوا للبصق والرشق بالأحذية في البلدة القديمة بالقدس، بحسب "حيجا"، الذي كان مرشدهم السياحي.

كذلك، حين زارت مجموعة أخرى من المسؤولين الإماراتيين موقع الاضطرابات برفقة الشرطة الإسرائيلية، أثاروا غضب مفتي القدس الشيخ "محمد أحمد حسين"، الذي أصدر فتوى بتجريم دخول الإماراتيين إلى المسجد الأقصى، بحسب الصحيفة.

وبحسب التقرير، يقول معظم الإماراتيين والبحرينيين الذين يزورون إسرائيل إنهم يتخلون عن اللباس التقليدي والعقال حتى لا يجذبون الانتباه.

ولا يقتصر الغضب الفلسطيني من الإماراتيين على الساحة المقدسة، إذ يقول المواطنون الإماراتيون الذين يزورون إسرائيل ويدرسون فيها إنهم يواجهون تهديدات متكررة بالقتل ويتعرضون لهجوم على الإنترنت.

وتلفت الصحيفة أيضا إلى قلق الإماراتيين والخليجيين من العنصرية ضد العرب في إسرائيل، مذكرة بإقدام الشرطة الإسرائيلية على اعتقال سائحين إماراتيين بالخطأ في تل أبيب الصيف الماضي أثناء بحثها عن شخص أطلق النار من سيارة مسرعة، وذلك بسبب ملامحهما العربية، حيث تمت معاملتهم بشكل سيئ.

في نفس الوقت، أبدى بعض الإماراتيين استياءهم على مواقع التواصل من مواجهتهم تدقيقاً مبالغاً فيه من مسؤولي الأمن في مطار بن جوريون الإسرائيلي.

 

الكاتب