كيف ساهم طحنون بن زايد بتعزيز نفوذ الإمارات في أفغانستان وأفريقيا وآسيا؟
ألقى تقرير استخباراتي الضوء على الدور الذي تلعبه شركة تيرمنالز هولدينج "Terminals Holding" الإماراتية، والمتخصصة في أمن المطارات والموانئ، لتعزيز أهداف دبلوماسية أبوظبي الأمنية.
وقال التقرير الذي نشره موقع "إنتلجنس أونلاين"، وترجمه "الخليج الجديد"، إنه من أجل الحصول على موطئ قدم في العديد من البلدان الرئيسية لتعزيز أهداف دبلوماسيتها الأمنية، تعمل أبوظبي على تطوير شركة "تيرمنالز هولدينج"، وهي شركة طيران يسيطر عليها مستشار تاأمن "طحنون بن زايد"، والتي أمنت إدارة العديد من المطارات في الخارج.
وأشار إلى اللقاء النادر الذي جمع بين الرئيس الإماراتي الشيخ "محمد بن زايد"، ووزير دفاع حركة "طالبان" الملا "محمد يعقوب" في أبوظبي، أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث ركزت المناقشات على استعادة الأمان التشغيلي لمطارات أفغانستان.
وما بين سبتمبر/أيلول 2021 و نفس الشهر من عام 2022، فازت الشركة الإماراتية "تيرمنالز هولدينج"، بثلاثة عقود امتياز لمدة 10 سنوات لإجراء خدمات المناولة الأرضية، وخدمات أمن الطيران، والتحكم في المجال الجوي في كابل وقندهار ومزار شريف ومطارات هرات، وأسست لهذا الغرض شركة "GAAC Holding Afghanistan"، بحسب التقرير.
وتهدف "GAAC Holding Afghanistan" إلى جعل مطارات أفغانستان تتماشى مع معايير الأمن الدولية الحالية، وتسلمت الشركة الإماراتية الجديدة المهام في تلك المطارات من سابقتها، والتي كانت عبارة عن كونسورتيوم قطري تركي تم إنشاؤه على عجل بعد وصول "طالبان" إلى السلطة في أغسطس/آب 2021 والذي لم تكن إدارته الأمنية صارمة بما فيه الكفاية.
وقال الموقع إن حكومة "طالبان" تريد الآن تجديد البنية التحتية للمطارات في البلاد من أجل جذب شركات الطيران الدولية للعودة إلى أفغانستان في أقرب وقت ممكن.
وحتى الآن، تقوم الخطوط الجوية الأفغانية فقط بتشغيل الرحلات الدولية من مطار كابل.
من أجل مهمتها، قد تستخدم "GAAC" الرادارات المحمولة جواً، والتي سلمتها فرنسا إلى الحكومة الأفغانية السابقة في يوليو/تموز 2021، أي شهر قبل سقوطها على يد "طالبان"، وهي الرادارات التي سلمت إلى كابل بموجب عقد تم توقيعه في 2019 بين مجموعة الدفاع الفرنسية والسلطات الأفغانية، والذي نص على تسليم 12 رادار من طرازات "RSM970S" و"STAR NG" لتأمين المجال الجوي لأفغانستان.
وقدمت أبوظبي في سبتمبر/أيلول 2021 خططها الخاصة لمشروع إدارة المطارات الأفغانية، إلى سلطات "طالبان"، بما فيها حفظ الأمن وإمداد الطائرات بالوقود، وصولا إلى بناء بنى تحتية جديدة في تلك المطارات.
وأشار التقرير إلى أن شركة "GAAC Holding Afghanistan" كانت تصف نفسها سابقا بأنها تابعة لشركة "Afroport"، وهي شركة مقرها أبوظبي تدير مطار نواكشوط في موريتانيا منذ عام 2018.
ومثل "GAAC"، فإن "Afroport" أيضا تابعة للشركة الأم "تيرمنالز هولدينج"، التي يسيطر عليها "طحنون بن زايد".
نظرة عن قرب
ويشير "إنتلجنس أونلاين" إلى أن الشركة الإماراتية "تيرمنالز هولدينج"، هي بالأساس مشروع مشترك بين كل من مجموعة "Airport Infrastructure Services Ltd" وشركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية "Group 42" المملوكة لأبوظبي.
وفي حين أن هيكل المساهمة في "تيرمنالز هولدينج " لا يزال سريًا، فإن تأثير ""G42، التي يديرها "طحنون بن زايد" أيضا، واضح بداخل الشركة، ومن المعروف أن "G42" لها مشروعات مهمة في استخدام الذكاء الاصطناعي لأمن حركة الطيران، وأنتجت برنامج "G42 Smart nations" وهو برنامج جرى اختباره خصيصا لتأمين "إكسبو دبي 2020"، ولها أيضا مشروعات مشتركة مع ADQ القابضة التابعة لصندوق أبوظبي السيادي.
وتعد "G42" و"ADQ" أداتان مهمتان يستخدمهما "طحنون بن زايد" لتطوير صناعة الطيران وجعل أبوظبي رائدة في ذلك المجال.
ولفت التقرير إلى أن "طحنون" يستخدم إمبراطوريته المالية لإحكام قبضته على قطاع الدفاع الإماراتي، بينما عزز سيطرته على الشؤون المالية لإمارة أبوظبي أيضا.
مواقع استراتيجية أخرى
وقال التقرير إن "تيرمنالز هولدينج" تمتلك أيضا شركات في منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية، ولعل أبرزها "Transport Infrastructure Services Ltd"، وشاركت تلك الشركة في تجديد وتشغيل مطارات بوساسو في الصومال وبربرة في أرض الصومال منذ 2020 وهي منطقة تعتبرها أبوظبي أيضًا استراتيجية.
أيضا، فإن "موانئ دبي العالمية"، وهي المشغل المملوك لصندوق الثروة السيادي في دبي، مسؤولة عن العمليات في ميناءي بوساسو وبربرة.
وفي إريتريا، تتواجد القوات الجوية الإماراتية في مطار أسمرة وتشارك أبوظبي في إدارة المطار.
وخارج أفريقيا، فازت أيضا "تيرمنالز هولدينج" بعقد لإدارة محطة الشحن في مطار نافوي في أوزبكستان، كما تم تكليف موانئ دبي العالمية بالعمليات اللوجستية لمنطقة نافوي الحرة.
كل ما سبق يوفر للإمارات فرصا ذهبية لإنشاء قنوات تأثير دبلوماسي واقتصادي بتلك المناطق المهمة.