كاتب أمريكي: الإمارات تساعد نتنياهو في تنفيذ خططه ضد الفلسطينيين

كاتب أمريكي: الإمارات تساعد نتنياهو في تنفيذ خططه ضد الفلسطينيين

لا تضيع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة "بنيامين نتنياهو" أي وقت في تنفيذ سياسات متشددة تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على التخلي عن فكرة الدولة المستقلة وقبول الحكم الإسرائيلي، وهو ما تساعدها فيه الإمارات.

هكذا تحدث الكاتب الأمريكي "جيمس إم دورسي"، في مقال له على موقع "أوراسيا ريفيو" قال فيه إنه "بدلا من اتخاذ الإمارات خطوات ضد إسرائيل عبر إخبارها على الأقل أنه ستكون هناك عواقب وخيمة لما قام به وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، باقتحام باحات المسجد الأقصى، رحبت أبوظبي بوفد إسرائيلي هذا الأسبوع لمناقشة الأمن والطاقة والسياحة والتعليم والتسامح والأمن المائي".

الوفد الذي كان مؤلفا من 20 شخصًا، مثل وزارات مختلفة وترأسه المدير العام لوزارة الخارجية "ألون أوشبيز"، للتحضير لقمة النقب الثانية المقرر عقدها في الربيع بالعاصمة المغربية الرباط.

واجتمعت القمة الأولى لوزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب ومصر وإسرائيل، العام الماضي في بلدة سديه بوكير الإسرائيلية في النقب، لتحديد المبادرات المشتركة.

وأضاف "دورسي" أن المحادثات الإسرائيلية مع الوفود العربية المطبعة مع تل أبيب التي أقيمت في أبوظبي، بدأت في نفس اليوم الذي فرضت فيه إسرائيل حظرا على سفر وزير الخارجية الفلسطيني "رياض المالكي"، ما يشير إلى أن الإمارات ودول أخرى تمضي في دعم إجراءات إسرائيل بدلا من إخبار إسرائيل بأنه ستكون هناك عواقب وخيمة.

وكان الحظر المفروض على "المالكي" جزءًا من حزمة العقوبات التي تضمنت أيضًا مصادرة عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية وتحويلها إلى ضحايا العنف الفلسطيني الإسرائيلي، وخصم من الإيرادات ما يعادل المبالغ المدفوعة للفلسطينيين المتهمين بارتكاب جرائم العنف وأسرهم، وتجميد البناء الفلسطيني في معظم أنحاء الضفة الغربية.

بالإضافة إلى ذلك، حظر "بن غفير"، الذي يشرف على الشرطة الإسرائيلية، رفع الأعلام الفلسطينية في الأماكن العامة "التي تدل على ارتباطها بمنظمة إرهابية".

وفرضت إسرائيل هذه العقوبات ردا على دعم الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب فلسطيني لمحكمة العدل الدولية لإبداء رأيها حول شرعية السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

وأصر رئيس الوزراء الفلسطيني "محمد اشتية" على أن للفلسطينيين الحق في معارضة الاحتلال، وحذر من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية.

قال "اشتية": "إسرائيل تريد منع حتى أكثر الطرق اللاعنفية في محاربة الاحتلال".

ووتابع "دورسي": "لعل ما يجري في الإمارات يعزز رؤية رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد وغيره من القادة العرب المستعدين للمضي قدمًا في تعزيز العلاقات مع إسرائيل، على الرغم من سياسات حكومة "نتنياهو" والرأي العام الإماراتي والعربي".

وفقًا لمسح حديث، تراجعت شعبية إقامة علاقات مع إسرائيل في الإمارات والبحرين في العامين الماضيين.

ففي الإمارات، انخفض الدعم إلى 25% من 47%، بينما يؤيد 20% فقط من البحرينيين التطبيع مع إسرائيل، انخفاضًا من 45% في عام 2020.

كما أظهر مشجعو كرة القدم العرب خلال مونديال قطر الشهر الماضي معارضتهم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل من خلال رفض التفاعل مع نظرائهم الإسرائيليين ورفض إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية.

في الوقت نفسه، ارتدى القطريون وبعض الرياضيين، بما في ذلك المنتخب المغربي، شارات أذرع مؤيدة للفلسطينيين ولوحوا بالأعلام الفلسطينية.

وتنعكس المشاعر الشعبية أيضًا في أرقام السياحة، حيث توافد أكثر من 150 ألف إسرائيلي على الإمارات، منذ أن أقامت الإمارات والبحرين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لكن 1600 إماراتي فقط زاروا إسرائيل منذ أن رفعت العام الماضي قيود السفر بسبب فيروس "كورونا".

ووفق "دورسي"، يرى "بن زايد" في العلاقات مع إسرائيل وسيلة للتحوط ضد إيران، لا سيما عندما يكون هو والقادة العرب الآخرون غير متأكدين من موثوقية الولايات المتحدة كضامن للأمن الإقليمي.

بالإضافة إلى ذلك، يأمل "بن زايد" في الاستفادة من البراعة التكنولوجية الإسرائيلية لترسيخ مكانة الإمارات كأحدث اقتصاد معرفي للقرن الحادي والعشرين.

الكاتب