موقع: تقارب بين سعد الحريري وطحنون بن زايد.. هل يعود للبنان من بوابة الإمارات؟
كشف موقع "إنتلجنس أونلاين" الاستخباراتي الفرنسي عن ملامح علاقات متزايدة بين رئيس الوزراء اللبناني الأسبق "سعد الحريري" ومستشار الأمن القومي الإماراتي "طحنون بن زايد" الذي يمتلك نفوذا هائلا بالإمارات، والتي يقطن بها "الحريري" منذ إعلانه اعتزال الحياة السياسية في أوائل 2022.
ورصد الموقع صلات وثيقة بين "الحريري" وشركة استثمارات جديدة في أبوظبي تسمى "Nerve Investment"، وهي كيان تابع لمجموعة "شيميرا للاستثمارات" التي تسيطر عليها في الأساس المجموعة الملكية، أو رويال جروب (Royal Group)، التي يرأسها "طحنون بن زايد".
وبحسب ما هو منشور، يرأس شركة "Nerve" رسمياً المصري "سيف فكري"، الرئيس التنفيذي لشركة "شيميرا كابيتال"، وهي شركة فرعية تابعة لمجموعة "شيميرا للاستثمار" التي تعمل في مجال صناديق المؤشرات المتداولة ورؤوس الأموال الاستثمارية.
وأضاف التقرير: "تساعد فكري امرأةُ أعمال لبنانية تدعى ياسمينا الخوري رفائيل، والتي كانت تشغل منصباً استشارياً في رئاسة الوزراء في حكومة الحريري، حيث كان منوطا بها العمل على صياغة تشريع جديد مواتٍ للاستثمار.
فيما يشغل منصبَ مدير الإدارة لشركة "Nerve" اللبناني "يحيى القصعة"، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة "القصعة"، التي كانت تتوسع في منتجاتها الكيماوية في لبنان، قبل الاستقرار في أبوظبي.
يرتبط "القصعة" بعدد من المنظمات التجارية المختلفة، التي تتضمن الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز (LEO)، وغرفة التجارة الفرنسية اللبنانية، التي انضم إليها في 2021.
وتعد "ميريان خلف"، اللبنانية التي ترأس قطاع الاستثمار المباشر في "شيميرا للاستثمار"، على صلة وثيقة أيضاً بـ"سيد بصر شعيب"، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة العالمية القابضة، وهو أيضاً مستشار بصفة غير رسمية لـ"طحنون بن زايد"، بحسب ما ترجمه موقع "عربي بوست".
وبحسب الموقع، يبدو أن "شعيب" يضطلع بدور الوسيط بين الشركة الاستثمارية الجديدة والشركة الأم "رويال جروب".
كذلك يحظى بدعم الإيطالي "أندريا موليكا"، الذي يرأس قسم الأسهم الخاصة في شركة "شيميرا كابيتال"، بعد إشرافه على عدد من المشروعات التجارية في "رويال جروب".
وقارن "إنتلجنس أونلاين" تقارب "الحريري" والإمارات مع تباعده عن السعودية، والتي يحمل جنسيتها، حيث تدهورت علاقته بها وهو ما اتضح عبر إخراجه من المملكة إلى باريس في 2017، في أعقاب مفاوضات صعبة بين الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".
منذ ذلك الحين، صار "الحريري" مقرباً بصورة متزايدة من الإمارات، حيث قرر الاستقرار فيها في يناير/كانون الثاني 2022، في أعقاب قراره "النهائي" بالانسحاب من الحياة السياسية بلبنان وتكريس نفسه لمصالحه التجارية فقط.
وتساءل التقرير حول إمكانية عودة "الحريري" إلى الحياة السياسية في لبنان مجددا، عبر البوابة الإماراتية هذه المرة، حيث يتوقع عودته إلى بلاده في 13 فبراير/شباط 2023 لإحياء ذكرى وفاة والده "رفيق الحريري"، الذي قُتل في بيروت في 2005.