عقوبات ثقيلة.. الإمارات المتأثر الرئيسي باستهداف أمريكا لشركاء روسيا الاقتصاديين

عقوبات ثقيلة.. الإمارات المتأثر الرئيسي باستهداف أمريكا لشركاء روسيا الاقتصاديين

سلط موقع "ميدل إيست آي" الضوء، الخميس، على تشديد الولايات المتحدة الأمريكية الخناق على شركاء روسيا الاقتصاديين، بهدف زيادة الضغط على موسكو، في ظل استمرار حرب أوكرانيا، مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي المتأثر الأساسي بالتوجه الأمريكي.

وفي تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، نقل الموقع البريطاني عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن الإمارات هي "البلد محط التركيز" في تطلع الولايات المتحدة نحو خنق علاقات روسيا بالاقتصاد العالمي، مؤكدا أن "واشنطن تكثف ضغوطها على حليفتها الخليجية بشأن علاقاتها مع موسكو".

ووصف التقرير تصريحات المسؤول الأمريكي بأنها أقوى تحذير رسمي للإمارات حتى الآن، ونقل عن إليزابيث روزنبرج، مساعدة وزير الخزانة الأمريكي لشؤون تمويل الإرهاب والجرائم المالية، قولها: "نحن قلقون بشكل خاص بشأن الزيادات في التجارة مع روسيا، خاصة في نوع السلع التي يمكن استخدامها في ساحة الحرب".

وجاءت تصريحات المسؤولين الأمريكيين وسط قلق متزايد في الغرب من أن الإمارات، إلى جانب دول مثل تركيا، توفر شريان حياة اقتصاديًا مهمًا لروسيا، ما قد يساعدها في مجهودها الحربي.

وشهد ديسمبر/كانون الأول الماضي استمرار الإمارات في تصدير طائرات مسيرة إلى روسيا، وفقًا لبيانات الحكومة الروسية التي حللتها مؤسسة روسيا الحرة، ومقرها واشنطن.

وفي السياق، أشارت روزنبرج إلى أن البضائع الخاضعة للرقابة الأمريكية، بما في ذلك "أجهزة أشباه الموصلات، التي يمكن استخدام بعضها في حرب أوكرانيا، شكلت نحو 5 ملايين دولار من صادرات الإمارات إلى روسيا بين يونيو/حزيران ونوفمبر/تشرين الثاني 2022".

ونمت التجارة غير النفطية بين روسيا والإمارات بنسبة 57% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، محطمة جميع الأرقام القياسية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، تعهد وزير التجارة الإماراتي، ثاني بن أحمد الزيودي "بدفع التجارة إلى مستويات أعلى" مع روسيا.

ويلفت تقرير "ميدل إيست آي" إلى أن إمارة دبي تحديدا وضعت نفسها على الخريطة كمركز أعمال دولي حيث "تتفوق الصفقات على المبادئ" واستفادت من اضطرابات حرب أوكرانيا، لتصبح رابع أكثر أسواق العقارات الفاخرة نشاطًا في العالم بعد نيويورك ولوس أنجلوس ولندن، بفضل زيادة اهتمام الروس، الذين أصبحوا أكبر مشتر للعقارات في الإمارة.

كما تستفيد الإمارات من العقوبات الغربية لقطع وصول روسيا إلى عائداتها النفطية، حيث أصبح ميناء الفجيرة مركزًا لإعادة شحن النفط الروسي. وفي العام الماضي، نقلت شركة الطاقة الروسية العملاقة "لوك أويل" عملياتها التجارية إلى دبي.

وإزاء ذلك، تتصاعد الأدلة على تزايد إحباط واشنطن من نموذج الأعمال الإماراتي، وهو ما عبرت عنه روزنبرج بقولها: "سيتعين على الدول الاختيار بين الدول الغربية التي اصطفت إلى جانب أوكرانيا وسط الغزو وبقية العالم".

وأضافت: "يمكنك القيام بأعمال تجارية مع الدول التي تشكل أكثر من 50% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وعملاتها الأكثر قابلية للتحويل والاستقرار، أو التعامل مع أولئك الذين يسهلون حرب روسيا".

وفي الأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على بنك روسي يعمل في الإمارات. ويُنظر إلى خطوة البنك المركزي الإماراتي لمنحه ترخيصًا على أنها علامة على النفوذ الروسي المتزايد بالبلد الخليجي.

كما فرضت واشنطن عقوبات على شركات إماراتية لمساعدتها إيران في التهرب من العقوبات، تزامنا مع استمرار اقتراب الإمارات عسكريا من الصين.

وسبق أن انهارت محادثات أبوظبي مع واشنطن للحصول على طائرة مقاتلة من طراز F-35 بسبب مخاوف من أن بكين ستتمكن من الوصول إلى التقنيات الأمريكية الحساسة.

ومن المرجح أن تكون أي عقوبات أمريكية ذات تأثير ثقيل على الإمارات، لأن الدولار يهيمن على التجارة العالمية، كما يعتمد نظام تحويل الأموال "سويفت" على البنوك في الولايات المتحدة.

ويتوقع عديد الخبراء أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى تسريع دفع دول، مثل الإمارات، لعزل نفسها عن الآثار غير المباشرة للعقوبات الغربية.

وفي هذا الإطار، ذكرت سينزيا بيانكو، الزميلة الزائرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في مقال نشرته بـ"ميدل إيست آي" مؤخرا، أن دول الخليج، خاصة الإمارات، تنظر بالفعل إلى حرب أوكرانيا على أنها "ساحة اختبار" للمواجهة الأكبر، المتوقع حدوثها، بين الصين والولايات المتحدة.

وأشارت إلى أن "الحرب أعطت دول الخليج فرصة للتفكير في فرض عقوبات على أنظمتها".

 

الكاتب