عامان من التقارب يفضيان لتوقيع شراكة اقتصادية.. رحلة تجاوز الإمارات وتركيا خلافاتهما (تسلسل زمني)
"الإمارات وتركيا من خصمين قبل سنتين إلى شريكين من أقوى الشركاء في المنطقة اليوم".. هكذا تحدث الأكاديمي الإماراتي البارز المقرب من السلطات عبدالخالق عبدالله، بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي من المتوقع أن تأخذ العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلى مرحلة جديدة.
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، تدهورت العلاقات بين الإمارات وتركيا، على خلفية خلافات في وجهات النظر في العديد من الملفات الإقليمية.
ومن أبرز الخلافات كان اتهام تركيا للنظام في الإمارات، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف 2016، فضلا عن معارضة أبوظبي للحكومة التركية الحالية من الأساس، بوصفها محسوبة على تيار الإسلام السياسي، والذي تعتبره القيادة الإماراتية خطرا وجوديا.
وفي وقت كانت الإمارات تتهم السلطات التركية بالتدخل في الشأن العربي سياسيا وعسكريا في شمال سوريا وليبيا وشمال العراق، كانت تتهم تركيا الإمارات بارتكاب أعمال ضارة في ليبيا وسوريا.
لكنه مع مطلع 2021، بدأ التقارب بين الجانبين ليصل في عامين إلى شراكة اقتصادية شاملة، وهو ما يرصده تقرير "الخليج الجديد".
يناير/كانون الثاني 2021:
قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية حينها أنور قرقاش، إن بلاده "لا تعتز بأي خلافات مع تركيا"، ما اعتبره مراقبون مؤشرا على تطور نوعي في العلاقات بين البلدين، تزامن مع أجواء المصالحة الخليجية التي أعلنها قادة دول مجلس التعاون الخليجي في القمة التي استضافتها مدينة العلا السعودية في الفترة ذاتها.
قالت صحيفة "تركيا" (محلية) إن اتصالات تجرى بين أنقرة وأبوظبي بهدف تحسين العلاقات، في وقت عادت فيه معاملة منح المواطنين الأتراك تأشيرة الدخول للإمارات إلى طبيعتها، بعد التضييق عليها في الفترة السابقة.
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ردا على سؤال عن العلاقات مع القاهرة وأبوظبي: "إذا اتخذوا خطوات صادقة وملموسة وبناءة، فإننا سنرد عليهم إيجابا أيضا"، لافتا إلى أن تركيا تلقت "رسائل إيجابية" من أبوظبي، لكنها ترغب في رؤية خطوات إيجابية أيضا.
فبراير/شباط 2021:
وزير الصناعة والتجارة التركي "مصطفى ورانك" هنأ أبوظبي بوصول "مسبار الأمل" الإماراتي إلى مداره حول كوكب المريخ، وهو ما قابلته الإمارات باحتفاء واسع عبر حكومتها وصحفها المحلية.
أبريل/نيسان 2021:
تبادل وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، ونظيره الإماراتي "عبدالله بن زايد آل نهيان"، في اتصال هاتفي، التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك.
مايو/أيار 2021:
أعلنت الإمارات تسلم أوراق اعتماد السفير التركي الجديد لديها "توجاي تونسير".
أغسطس/آب 2021:
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، مؤكدا أن "الإمارات لديها أهداف وخطط استثمارية جادة للغاية في تركيا".
أجرى ولي عهد أبوظبي حينها رئيس الإمارات الحالي الشيخ محمد بن زايد، اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تناول العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش، إن اتصال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بولي عهد أبوظبي حينها الرئيس الحالي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان "إيجابيا ووديا للغاية".
سبتمبر/أيلول 2021:
قال جاويش أوغلو، إن بلاده ترى زخما إيجابيا في المحادثات مع الإمارات، وإن العلاقات ستعود إلى مسارها السليم إذا استمر ذلك.
كشفت وكالة "بلومبرج"، عن دراسة عدد من صناديق الثروة في الإمارات، تنفيذ استثمارات مليارية في عدد المشاريع في تركيا.
أكتوبر/تشرين الأول 2021:
أجرى جاويش أوغلو اتصالا هاتفي مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، بحثا خلاله العلاقات بين البلدين.
أعلن السفير التركي لدى أبوظبي توجاي تونشير، بدء حقبة جديدة في العلاقات بين تركيا والإمارات.
نوفمبر/تشرين الثاني 2021:
استقبل أردوغان بن زايد، في قصر الرئاسة بأنقرة، في زيارة وصفت بالتاريخية هي الأولى من نوعها منذ عام 2012، جرى خلالها إجراء "مباحثات مثمرة" تركزت حول فرص تعزيز العلاقات الاقتصادية.
أعلنت الإمارات، عن تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، قبل توقيع 9 اتفاقيات استثمار في مجالات عدة.
وصف قرقاش، زيارة بن زايد إلى تركيا بـ"الناجحة"، معتبرا أنها تؤكد الثقل السياسي للإمارات.
التقى وزير الداخلية الإماراتي سيف بن زايد، بنظيره التركي سليمان صويلو، على هامش اجتماع برلمانات البحر الأبيض المتوسط، حيث ناقشا تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.
ديسمبر/كانون الأول 2021:
هنأ أردوغان الشيخ بن زايد، بالذكرى الـ50 لتأسيس الإمارات.
زار جاوش أوغلو العاصمة أبوظبي، التقى خلالها نظيره الإماراتي وعددا من المسؤولين الإماراتيين، لبحث التعاون الثنائي بين البلدين.
نشرت الجريدة الرسمية التركية، قرارا يقضي بإضافة عملة الدرهم الإماراتي للعملات الأجنبية المتداولة، لدى البنك المركزي التركي.
يناير/كانون الثاني 2022:
زار رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب العاصمة أبوظبي والتقى مسؤولين إماراتيين، واتفق معهم على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجال البرلماني والأمني.
فبراير/شباط 2022:
أجرى بن زايد اتصالا هاتفيا بأردوغان للاطمئنان على صحته وزوجته بعد إصابتهما بفيروس "كورونا".
زار أردوغان العاصمة أبوظبي والتقى بن زايد ونائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، قبل أن يشهد تبادل اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبروتوكولات بين عدة جهات في الإمارات ونظيراتها في تركيا، كان أبرزها "خطاب نوايا" في مجال الصناعات الدفاعية.
مارس/آذار 2022:
زار جاويش أوغلو العاصمة أبوظبي للمرة الثانية خلال 3 أشهر، والتقى نظيره الإماراتي وبحثا سويا الأزمة الأوكرانية.
أعلنت تركيا بدء تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة مع الإمارات، الخاصة بتبادل المعلومات المالية في سياق مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
استضافت دبي اجتماع مجلس الأعمال الإماراتي التركي، لتعزيز الجهود الرامية إلى دفع العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين نحو المزيد من النمو وفتح آفاق جديدة من التعاون.
أبريل/نيسان 2022:
أطلقت تركيا والإمارات، مفاوضات ثنائية، من أجل إبرام اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين.
مايو/أيار 2022:
وقّع مصرف "أكسيم بنك" التركي ومؤسسة الاتحاد الرسمية الإماراتية للتأمين اتفاقية تعاون في مجال تأمين ودعم الصادرات.
أجرى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد زيارة لأنقرة التقى خلالها نظيره التركي، وبحث معه تطور العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن هناك اتجاها لدى الشركات الإماراتية للاستثمار بالطاقة في تركيا.
يونيو/حزيران 2022:
أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار زيارة للعاصمة أبوظبي، التقى خلالها وزير شؤون الدفاع الإماراتي محمد البواردي، في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير دفاع تركي للإمارات منذ 15 عاماً، حيث بحث الجانبان تعزيز التعاون العسكري.
يوليو/تموز 2022:
أجرى بن زايد اتصالاً هاتفياً بأردوغان، مرحبا بالاتفاق الذي وقعته أوكرانيا وروسيا وتركيا بمشاركة الأمم المتحدة بشأن السماح بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود إلى الأسواق العالمية.
شارك وفدان تركي وإماراتي في ورشة عمل استثمارية بمدينة إسطنبول، تضمنتها توقيع مذكرة بين البلدين للتعاون في مجال علوم الفضاء وتطبيقاتها.
أعلنت الشركة العالمية القابضة في أبوظبي، التي يترأسها طحنون بن زايد، عن صفقة للاستحواذ على حصة 50% من شركة "كاليون إنيرجي" التركية مقابل 1.8 مليار درهم (490 مليون دولار)، من خلال إحدى شركاتها التابعة.
سبتمبر/أيلول 2022:
كشفت تقارير إعلامية عن مساع إماراتية لشراء أسلحة مع تركيا، تقدر قيمتها بملياري دولار، تشمل 120 طائرة تركية من طراز "بيرقدار TB2"، التي تصنعها شركة "بايكار" التركية للصناعات الدفاعية، قبل أن تتسلم 20 منها.
أكتوبر/تشرين الأول 2022:
تقدم بن زايد بالعزاء لنظيره التركي في ضحايا حادث انفجار منجم بارتين، وناقش معه في اتصال هاتفي تعزيز التعاون الثنائي في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية.
نوفمبر/تشرين الثاني 2022:
قررت تركيا والإمارات، تشكيل آلية "الحوار الأمني الاستراتيجي المشترك" بين البلدين، وذلك خلال لقاء أجراه وزير الداخلية التركي سليمان صويلو مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي سيف بن زايد في أبوظبي، حيث بحثا الخطوات المشتركة التي يمكن الإقدام عليها في المجال الأمني بين البلدين.
ديسمبر/كانون الأول 2022:
نشرت الجريدة الرسمية التركية، قرار التصديق على مذكرة التفاهم بشأن التعاون في مجال الطاقة بين تركيا والإمارات، لتدخل بذلك حيز التنفيذ.
فبراير/شباط 2023:
أطلقت الإمارات جسرا جويا لإغاثة المنكوبين من ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا، شمل عشرات الطائرات.
زار وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، المناطق المتضررة من الزلزال بولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، معبرا عن "خالص التعازي والمواساة للشعب التركي الصديق وذوي الضحايا جرّاء الزلزال المدمر الذي شهدته تركيا".
وقعت الإمارات وتركيا، اتفاقية تهدف إلى زيادة حجم التجارة بين البلدين لما يصل إلى 40 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة.