مطالبة أوكرانية بتحقيق أمريكي مع منصور بن زايد.. ما السبب؟
دعا محاميان يمثلان مواطنًا أوكرانيًا الإدارة الأمريكية إلى فتح تحقيق مع نائب الرئيس الإماراتي المعين في منصه حديثا، والعضو البارز بالأسرة الحاكمة في أبوظبي، منصور بن زايد آل نهيان، بشأن مساعدته الروس في التهرب من العقوبات الأمريكية.
وقدم المحاميان البريطانيان، ريس ديفيز وبن كيث، الطلب إلى وزارة الخارجية ووزارة الخزانة ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية، نيابة عن ناشط حقوقي أوكراني، تم حجب اسمه بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، حسبما أورده تقرير نشره موقع مجلة "فوربس"، وترجمه "الخليج الجديد".
وقال ديفيز: "ليس هناك شك في أن الإمارات هي الوجهة المفضلة للروس المعاقبين من جميع أنحاء العالم لإخفاء أصولهم".
وأضاف: "من الواضح أن عددًا من أصحاب الثروات الضخمة الروس الذين عاقبتهم الولايات المتحدة (وغيرها من الولايات القضائية) قاموا بنقل أصول إلى الإمارات بعد معاقبتهم. نطلب من حكومة الولايات المتحدة التحقيق في الأمر بشكل عاجل".
ووفقًا لمتحدث باسم المحامين، فإن طلبهم "يعرض أدلة موثقة، تشير إلى تسهيل الشيخ منصور بن زايد تحديدا، والإمارات بشكل عام، نقل أصول الأثرياء الروس".
والشيخ منصور هو شقيق رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومتزوج من ابنة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وعُين مؤخرًا في منصب نائب رئيس الإمارات، كما يترأس شركة مبادلة للاستثمار، وهي صندوق ثروة سيادي يملك 285 مليار دولار.
ويأتي طلب التحقيق في أعقاب تواتر إشارات على أن المسؤولين في واشنطن قلقون بشأن سجل الإمارات في التعامل مع روسيا في أعقاب غزوها أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وفي وقت سابق من العام الجاري، زار وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، الإمارات وأجرى محادثات مع مجموعة واسعة من المسؤولين، ركز فيها على ضرورة استئصال الإمارات "للتهرب من العقوبات الأمريكية، خاصة تهرب روسيا وإيران، والتزامها باتخاذ إجراءات إضافية ضد أولئك الذين يتهربون أو يسهلون هذا التهرب".
ومنذ ذلك الحين، زار مسؤولون أمريكيون آخرون الدولة الخليجية، بمن فيهم جيمس أوبراين، الذي يرأس مكتب تنسيق العقوبات في وزارة الخارجية.
ويشير الطلب المقدم إلى وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين إلى "الثروة الكبيرة التي يسيطر عليها الأوليجارش الروس الموالون للرئيس فلاديمير بوتين، والتي تم نقلها إلى الإمارات فور غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022".
وتتضمن المطالبة بالتحقيق أسماء بعض من هؤلاء الروس الذين نقلوا أصولًا إلى الإمارات منذ استهدافهم بالعقوبات الدولية، بما في ذلك ملياردير صناعة الصلب عضو البرلمان الروسي أندريه سكوتش.
ويؤكد المحاميان البريطانيان أنه إذا تبين أن الشيخ منصور يساعد الروس في التهرب من العقوبات، فقد يكون مستهدفًا أيضًا من قبل برنامج العقوبات الأمريكي.
وقدم المحاميان طلب تحقيق مشابه إلى حكومة المملكة المتحدة، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، فيما يتعلق بتورط الشيخ منصور بن زايد المزعوم في مساعدة الروس على تجاوز العقوبات البريطانية، وهو الطلب الذي لم ترد عليه حتى الآن.