أكاديمي بريطاني: الإمارات ليست صديقة الغرب

أكاديمي بريطاني: الإمارات ليست صديقة الغرب

الإمارات تدعم حرب روسيا العدوانية ضد أوكرانيا، فمن خلالها تمر كميات هائلة من التجارة الخارجية الروسية، رغم أنها تدعي دائما أنها حليف للغرب.

هكذا يخلص تحليل للأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز، الذي سبق أن اعتقل في الإمارات عام 2018، ووجهت له تهمة التخابر والتجسس لصالح المملكة المتحدة، قبل أن يتعرض للتعذيب ويصدر حكما ضده بالسجن المؤبد.

يقول هيدجز في مطلع تحليله الذي نشره بمركز "CEPA" الأمريكي، إن الإمارات ليست صديقة له، ولكن السلوك الفظيع للدولة الخليجية يمتد إلى ما هو أبعد من حالته، وإلى مجالات أخرى أكثر أهمية للولايات المتحدة وحلفائها الديمقراطيين، خاصةً لأنه يؤثر في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

ويشير إلى أن الإمارات تدعم إيران، على الرغم من أنها تعتبرها تقليديًا تهديدًا، إلا أنها أيضًا شريك تجاري رئيسي، بعدما أصبحت منفذًا مهمًا لصادرات النفط الإيرانية إلى الصين.

ويضيف: "كما أن كميات هائلة من التجارة الخارجية الروسية تمر عبر الإمارات، رغم أنها تدعي دائما أنها حليف للغرب".

ويتابع: "تدار أساطيل ناقلات النفط من خلال شركة تابعة روسية في الإمارات، وناقلات أخرى مرتبطة بروسيا مسجلة في الدولة الخليجية، بينما تشتري المصافي الهندية النفط الروسي بالدرهم الإماراتي، وغالبًا من خلال تجار مملوكين لروسيا في الإمارات".

ويدلل هيدجز على قوله بموكب كبار المسؤولين الأمريكيين، من نائب الرئيس ومن بعده، الذين وصلوا أبوظبي لتوضيح المخاوف المستمرة بشأن التهرب من العقوبات الأمريكية، وخاصة على روسيا وإيران.

وعاقبت الولايات المتحدة شركة طيران إماراتية في نوفمبر/تشرين الثاني بتهمة "تسهيل نقل" طائرات إيرانية بدون طيار إلى روسيا.

كما تم فرض عقوبات على شركة جوية أخرى في يناير/كانون الثاني من قبل الولايات المتحدة، لنقل أفراد ومعدات لمجموعة مرتزقة فاجنر (شبه الرسمية) بين عملياتها الدموية في أفريقيا.

وتصف الولايات المتحدة الجماعة بأنها "منظمة إجرامية عابرة للحدود".
 

ويتابع: "قد يبدو من غير العادي أن يُزعم أن الشركات الإماراتية لديها مثل هذه الروابط الوثيقة مع عنصرين مرئيين من حرب روسيا الدموية في أوكرانيا".

ويضيف: "الأهم من ذلك هو تدفق رجال الأعمال والشركات والأصول الروسية التي تُستخدم للعمل خارج العقوبات الغربية، فيخوت النخبة الروسية موجودة على شواطئ الإمارات وطائراتهم الخاصة على مدارج الطائرات".

ووفق هيدجز، فإن موقف الإمارات واضح جدا، ستفعل أشياء تزعج الغرب وتقوض السياسات الغربية الرئيسية لشعورها بالاستقلال، وأنها واثقة من قدرتها على السير على الخط الفاصل بين الصداقة النظرية مع الغرب واللامبالاة المعتدلة تجاه الأشياء التي تجعلهم منزعجين.

ويشرح ذلك بالقول: "هناك علاقات تجارية وعسكرية مهمة مع الولايات المتحدة، ويطير الألمان وغيرهم للتوسل للحصول على صفقات توريد الغاز الطبيعي المسال، وتسعى المملكة المتحدة للتجارة والاستثمار في الإمارات، في الوقت الذي يبيع الفرنسيون 18 مليار دولار من الطائرات المقاتلة المتطورة للدولة الخليجية".

الكاتب