مركز أبحاث أمريكي: عدم اليقين الإقليمي وراء تعيين رئيس الإمارات نجله وليا للعهد

مركز أبحاث أمريكي: عدم اليقين الإقليمي وراء تعيين رئيس الإمارات نجله وليا للعهد

مركز أبحاث أمريكي: عدم اليقين الإقليمي وراء تعيين رئيس #الإمارات نجله وليا للعهد

سلط "مركز أبحاث صوفان" الأمريكي الضوء على تعيين رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، نجله الأكبر خالد ولياً لعهد أبوظبي، واصفا ذلك بأنه تعزيز لسلطة الرئيس وتوضيح لمسار خلافته.

وذكر المركز، في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني وترجمه "الخليج الجديد"، أن هذه الخطوة مهمة لأن قادة الإمارات يعينون دائما حاكم أبوظبي عاصمة الاتحاد، رئيسًا للدولة بموجب تقسيم متفق عليه للسلطة، يتضمن شغل حاكم دبي ثاني أكبر إمارة، منصب نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء.

ومع ذلك، يشير مركز صوفان إلى أن تعيينات محمد بن زايد الأخيرة "تؤشر إلى أنه سعى لتقليل مساهمة دبي في قرارات الأمن القومي"، معتبرا أن التعديل الوزاري، الذي شمل تعيين الشيخ هزاع بن زايد، والشيخ طحنون بن زايد نائبين لحاكم أبوظبي، والشيخ منصور بن زايد نائبا لرئيس الدولة، جاء كمحاولة لضمان استمرار ولاء إخوته حتى لو لم يتم وضعهم في خط خلافة رئاسة الدولة.

ويشير الخبراء، في هذا الصدد، إلى أن دور نائب الرئيس في التسلسل الهرمي لاتحاد الإمارات "رمزي" إلى حد كبير، غير أن موافقة المجلس الأعلى الاتحادي، المكون من قادة جميع الإمارات السبع، رسمياً على تعيين الشيخ منصور نائباً للرئيس، تؤشر إلى هدف بن زايد توضيح لحمة الأسرة الحاكمة، كما يؤشر إلى وجود القليل من المعارضة له.

ودور دبي في إدارة السياسة الداخلية لحكومة الإمارات منصوص عليه في القانون الإماراتي، وعملياً، كانت دبي تحيل مسائل الأمن القومي دائماً إلى آل نهيان، حكام أبوظبي.

وتعكس التعيينات القيادية الصادرة عن الشيخ محمد بن زايد أيضًا محاولة لتقوية دائرته الداخلية لمواجهة تحديات إقليمية أوسع، لا سيما المنافسة المتصاعدة من جانب السعودية، الحليف الرئيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة على جبهات عديدة، والتي برزت في صورة خلافات كبيرة عام 2019 عندما بدأت الإمارات في سحب قواتها البرية من الصراع في اليمن.

وأدت قضايا أخرى، مثل استعادة العلاقات مع النظام السوري، وإنتاج النفط إلى حدوث انقسامات بين البلدين، ما دفع بن زايد إلى تقوية دائرته الداخلية للتغلب على هكذا تحديات، بحسب تقدير "صوفان".

فقد رفض محمد بن زايد إجراء السعوديين محادثات مباشرة مع الحوثيين، وهو مسار دبلوماسي يراه رئيس الإمارات تهميشا لمصالح بلاده في تسوية نهائية محتملة للحرب.

ويريد رئيس الإمارات من أي اتفاق سلام يمني السماح لبلاده بالاحتفاظ بموطئ قدم استراتيجي على الساحل الجنوبي للبلاد، يمكنها من مواصلة ضخ قوتها في البحر الأحمر لتأمين الطرق البحرية من موانئها إلى بقية العالم.

ومع وجود خطط لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد، رسميًا إلى قمة جامعة الدول العربية المقرر عقدها بالرياض في مايو/أيار، بدا أن السعودية تتبنى الموقف الإماراتي القائل بضرورة تطبيع العلاقات مع نظام الأسد لإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا.


ومع ذلك، لا يزال محمد بن زايد يشعر بالاستياء من جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عام 2020 لرأب الصدع مع قطر، وهو الصدع الذي حرضت عليه الإمارات عام 2017.

وكان إنتاج النفط أيضًا في قلب الخلافات الإماراتية السعودية في الأشهر الأخيرة، ومنذ قرار تكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+" خفض الإنتاج، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، يقول مسؤولو الطاقة في الخليج إن الإمارات دفعت "أوبك+" للسماح لها بإنتاج المزيد من الخام، ولوحت بمغادرة "أوبك" بالكامل.

وفي ديسمبر/كانون الأول، لم يحضر محمد بن زايد قمة عربية مع الزعيم الصيني الزائر للرياض، شي جين بينج، وأرسل بدلاً من ذلك حاكم إمارة الفجيرة الصغيرة.

وفي المقابل، لم يحضر الأمير محمد بن سلمان قمة قادة الشرق الأوسط بأبوظبي في يناير/كانون الثاني الماضي.

واتصل ولي العهد السعودي بنجل بن زايد وإخوته لتهنئتهم على أدوارهم الجديدة في التسلسل الهرمي للسلطة بالإمارات، غير أنه لم يتصل على ما يبدو ببن زايد نفسه.

ويخلص مركز صوفان إلى أن تخطيط خلافة الرئاسة في الإمارات والتعيينات الأخيرة فيها يؤشران إلى أن محمد بن زايد عازم على تقليل مساهمة دبي في قرارات الأمن القومي، وتعزيز سلطته وسلطة الدائرة المقربة منه في أبوظبي تحسبا لتحديات إقليمية محتملة.

الكاتب