وثيقة مسربة عن مواجهة استخباراتية: أبوظبي وموسكو ضد واشنطن ولندن
"عملاء استخبارات أمريكيين رصدوا ضباط استخبارات روس وهم يتفاخرون بأنهم أقنعوا الإمارات بالعمل معم ضد وكالات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية".
ما سبق هو محتوى وثيقة أمريكية "سرية" مزعومة نُشرت على الإنترنت ضمن تسريب من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، وتعود إلى تاريخ 9 مارس/ آذار الماضي، وتحمل عنوان: "روسيا/ الإمارات: تعميق العلاقات الاستخباراتية"، بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية ترجمه "الخليج الجديد".
الوثيقة، التي اطلعت عليها الوكالة، تفيد بأنه "في منتصف يناير (كانون الثاني)، زعم مسؤولو جهاز الأمن الفيدرالي (الروسي) أن مسؤولي جهاز الأمن الإماراتي وروسيا اتفقا على العمل معا ضد وكالات المخابرات الأمريكية والبريطانية".
وتوصل مسؤولو جهاز الأمن الفيدرالي إلى تلك المعلومات بمراقبة الاتصالات، سواء كانت مكالمات هاتفية أو رسائل إلكترونية، وخلص التقييم إلى أن "الإمارات تفكر على الأرجح في التعامل مع المخابرات الروسية كفرصة لتعزيز العلاقات المتنامية بين أبوظبي وموسكو وتنويع الشراكات الاستخباراتية وسط مخاوف من تراجع ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة".
نفي إماراتي
الحكومة الإماراتية من جانبها نفت، في بيان وجهته إلى الوكالة، صحة أي اتهام لها بتعميق العلاقات مع الاستخبارات الروسية.
وأضافت أن "المسؤولين الإماراتيين لم يروا الوثيقة"، والمزاعم المتعلقة بجهاز الأمن الإماراتي "خاطئة بشكل قاطع".
وتابعت الحكومة: "نفند أي مزاعم بشأن اتفاق لتعميق التعاون بين الإمارات والأجهزة الأمنية في دول أخرى ضد دولة أخرى.. الإمارات تتمتع بعلاقات عميقة ومتميزة مع جميع الدول".
فيما لفتت الوكالة إلى أنه في 2020 عقد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين اجتماعات مكثفة مع قادة الإمارات في دبي عام 2020.
كما تحدث مسؤولو الاستخبارات الأمريكية في السنوات الأخيرة عن صلات محتملة بين الإمارات ومرتزقة فاجنر، وهي مجموعة روسية مرتبطة بالكرملين وتنشط في أوكرانيا ودول أفريقية، وفقا للوكالة.
ووصف أندرياس كريج، الأستاذ المساعد في كلية كينغز بلندن، الإمارات بأنها "الشريك الاستراتيجي الأهم لروسيا في كل من الشرق الأوسط وأفريقيا".
مخاوف أمريكية
فيما رفض مسؤولون أمريكيون التعليق على الوثيقة، التي تشبه الوثائق الأخرى المسربة، وفقا للوكالة.
وتابعت أنه ليس من الواضح ما إذا كان هناك أي اتفاق من هذا القبيل كما هو موضح في الوثيقة الإماراتية الروسية، أو ما إذا كانت مزاعم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي مضللة عن قصد أو عن غير قصد.
واستدركت: لكن الولايات المتحدة لديها بالفعل مخاوف متزايدة من أن الإمارات كانت تسمح لموسكو والروس بالتحايل على العقوبات المفروضة بسبب غزو روسيا لجارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
وفتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقا في ملابسات تسريب الوثائق التي جرى تداولها على منصة "ديسكورد" (Discord) الأمريكية للتواصل الاجتماعي والرسائل في مارس/ آذار الماضي قبل ظهورها على مواقع أخرى.
والوثائق عبارة عن تقارير استخباراتية عالية السرية كشفت عن كيفية تجسس الولايات المتحدة على الحلفاء والأعداء على حد سواء، مما أثار قلق المسؤولين الأمريكيين من أن تهدد تلك المعلومات مصادرهم السرية الحساسة وتقوض علاقاتهم الخارجية المهمة.