إيليانا روز ليتنين.. عرابة الإمارات بدوائر صنع القرار في واشنطن

إيليانا روز ليتنين.. عرابة الإمارات بدوائر صنع القرار في واشنطن

سلط المحلل السياسي، بن فريمان، الضوء على الدور الذي تضطلع به النائبة السابقة بالكونجرس، إليانا روز ليتنين، كعرابة للإمارات في دوائر صنع القرار الأمريكية، مشيرا إلى أن شركتها للعلاقات العامة حصلت على ملايين الدولارات من أبوظبي نظير القيام بهذا الدور.

وذكر فريمان، في تحليل نشرته مجلة "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكية وترجمه "الخليج الجديد"، أن النائبة الجمهورية السابقة أصبحت ضمن "قائمة العار" لمنظمة الديمقراطي الآن للعالم العربي (DAWN) لعملها الدؤوب في تبييض سمعة الإمارات.

وأضاف أن إليانا سجلت نفسها كوكيل عن الإمارات، بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب في الولايات المتحدة، المعروف بـ "فارا"، وذلك بعد عام من تقاعدها، ولم تدع فرصة لانتقاد منافسي أبوظبي الإقليميين إلا واستغلتها.

ففي فبراير/شباط 2020، وبعد أقل من شهر من تسجيلها بموجب قانون فارا لتمثيل الإمارات، نشرت غلينا مقالاً بصحيفة جيروزاليم بوست، ينتقد قطر بزعم تمويلها للإرهاب. ولم تذكر الصحيفة الإسرائيلية أن إليانا تعمل لصالح الإمارات، بموجب عقد وكالة، في ذلك الوقت.

كما نشرت إليانا مقالا آخر، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، بمجلة نيوزويك، وثقت فيه جرائم النظام الإيراني، دون الكشف عن كونها وكيل لدولة الإمارات، خصم إيران.

ويرى فريمان أن "هذه الإغفالات جديرة بالملاحظة لأن قانون فارا يفرض إفصاحا بشأن أي منشورات لصالح موكل أجنبي، بما يساعد في ضمان توعية الجمهور عند قراءته لمنشورات هؤلاء الوكلاء.

أكين جامب

ويلفت المحلل السياسي إلى أن شركة "روز ليتينين" تعمل لصالح "أكين جامب"، وهي واحدة من أكبر شركات الضغط في أمريكا، وتلقت عشرات الملايين من الدولارات للضغط نيابة عن الإمارات العربية المتحدة، حسبما أورد موقع "أوبن سكريتس" الأمريكي.

ويشير فريمان إلى توثيقه لدور "أكين جامب" في تقرير حديث لمعهد كوينسي عن "اللوبي الإماراتي في أمريكا"، مشيرا إلى أن الشركة كانت "الأكثر نشاطًا لصالح الإمارات من بين 25 شركة مسجلة بموجب قانون فارا".

و وفقًا لملفات تسجيل الوكلاء الأجانب لعامي 2020 و2021، تلقت الشركة 13.5 مليون دولار من حكومة الإمارات وأبلغت عن أكثر من 4000 نشاط سياسي نيابة عن الدولة الخليجية.

وكان أكثر من نصف هذه الأنشطة (2476) موجهاً إلى موظفي الضغط وأعضاء مجلس النواب، الذين سبق أن عملت، روز ليتينين، معهم.

شركات الضغط

لكن شركة "روز ليتينين" وحتى "أكين جامب"، ليست سوى جزء صغير من عملية التأثير الأكبر لدولة الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة، حسبما يؤكد فريمان، مشيرا إلى أن "أكين جامب"، هي واحدة من 21 شركة مسجلة حاليًا بموجب قانون فارا لتمثيل الإمارات.

كما أن  نفوذ الإمارات في الولايات المتحدة يمتد إلى ما هو أبعد من شركات الضغط والعلاقات العامة، إذ تسعى أبوظبي لاستقطاب عديد العسكريين المتقاعدين للعمل لديها.

وسبق أن نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا أورد أن السنوات السبع الماضية شهدت سعي 280 متقاعدًا عسكريًا أمريكيًا للحصول على إذن للعمل في الإمارات، وهو عدد يفوق أي دولة أجنبية أخرى.

ومن أبرز هؤلاء: ستيفن توماجان، المقدم المتقاعد، الذي أصبح قائدًا لقيادة الطيران المشتركة بالإمارات، ووزير الدفاع السابق، جيم ماتيس، الذي صاغ مصطلح "سبارتا الصغيرة" لوصف القوة العسكرية للدولة الخليجية.

كما أن الإمارات واحدة من أكبر المانحين الأجانب لمراكز الأبحاث الأمريكية، حيث قدمت عشرات الملايين من الدولارات إلى معهد الشرق الأوسط، وساعدت في دفع تكاليف المقر اللامع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بحسب فريمان.

 وتشتهر مراكز الأبحاث التي تمولها الإمارات بالتزامها الصمت حيال التجاوزات التي لا تعد ولا تحصى في البلد الخليجي.

وهنا يشير فريمان إلى أن الإمارات ملتزمة بتقديم رواتب ضخمة للمسؤولين والنواب والعسكريين الأمريكيين السابقين، ومراكز الأبحاث، لكن دافعي الضرائب الأمريكيين هم في النهاية هم من يدفعون ثمن السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، التي تسعى إليها "حملات الضغط الممولة جيدًا".

ويخلص المحلل السياسي إلى أن "النظام الإماراتي الاستبدادي" أصبح يمثل تهديدا لنزاهة صناعة القرار في الولايات المتحدة، لافتا إلى ما كشفت عنه وثيقة مسربة للبنتاجون، مفادها أن أبوظبي قبلت تعاونا استخباراتيا مع روسيا ضد بريطانيا والولايات المتحدة.

الكاتب