زوما أبوظبي.. المطعم المفضل لصفقات بن زايد وشيوخ الإمارات

زوما أبوظبي.. المطعم المفضل لصفقات بن زايد وشيوخ الإمارات

أفادت مصادر استخباراتية بأن "زوما أبوظبي" هو المطعم المفضل لرئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، في عقد الصفقات وإدارة المحادثات السرية، مشيرا إلى أن شيوخ البلد الخليجي يتجمعون فيه للقاء مسؤولي الاستخبارات والضيوف الأجانب.

وزوما هو مطعم للمأكولات اليابانية، يحتوي على منطقة تسمى الإزاكيا (Izakaya) وهي نوع من البارات التقليدية في الثقافة اليابانية، يقدم فيها الطعام والمشروبات، وعادة ما تكون مكانًا مريحًا ومناسبًا للاجتماعات، حيث يمكن للزبائن التمتع بوجبات خفيفة ومشروبات مثل الساكي والشوتشو والبيرة.

وذكرت المصادر أن أحد تلك الاجتماعات جرى في 4 مارس/آذار الماضي بين بن زايد ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، وشهد احتفاء بعودة الدفء إلى العلاقات بين البلدين، إذ كانت تلك العلاقات مجمدة تقريبا في ظل الحكومات الإيطالية السابقة، برئاسة جوزيبي كونتي وماريو دراجي، على خلفية موقف تلك الحكومات من إمداد أبوظبي بالأسلحة على خلفية حرب اليمن، حسبما أورد موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي، المعني بالشأن الاستخباراتي.

وضمت مأدبة الغداء في "زوما أبوظبي" مسؤولين إماراتيين، بينهم ولي العهد الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ونائب الرئيس الشيخ منصور بن زايد، وسكرتير مجلس الأمن القومي، المعين حديثًا، اللواء، علي بن حماد الشامسي.

وأصبح "زوما" مكانًا مفضلاً لكبار الشخصيات في أبوظبي، الذين يجتمعون فيه مع ضيوفهم لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقات المستقبلية.

أطباق صغيرة لقرارات كبيرة

ولمدة 3 ساعات تقريبًا، ناقش الوفدان علاقاتهما الجديدة حول مجموعة رائعة من أطباق الطعام اليابانية الصغيرة، ووجد الشامسي، الذي يشرف على استراتيجية بن زايد في ليبيا، أرضية مشتركة مع وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، حول سبل تحقيق الاستقرار في البلد الشمال أفريقي.

وخلال العشاء، احتفلت رئيسة الوزراء الإيطالية أيضًا برفع بلدها حظر تصدير الأسلحة عن أبوظبي؛ والذي تم إلغاؤه رسميًا في 17 أبريل/نيسان الماضي.

وأثار الحظر الذي فرضه رئيس الوزراء السابق، جوزيبي كونتي، في يناير/كانون الثاني 2021، خلافًا دبلوماسيًا عميقًا، إذ منعت أبوظبي، في أوائل يونيو/حزيران 2021، طائرة عسكرية إيطالية متجهة إلى أفغانستان من التحليق في الأجواء الإماراتية، وبعد بضعة أسابيع، طردت القوات الإيطالية من قاعدة المنهاد الجوية في دبي.

خطط الحوار الإماراتي الفرنسي

ويعود نجاح "زوما" في جذب النافذين من جميع أنحاء أبوظبي إلى موقعه في المنطقة المالية الحرة للإمارة، سوق أبوظبي العالمي (ADGM)، الذي يشهد تدفقًا متجددًا للمستثمرين الأجانب، والمستشارين والمصرفيين والمدققين الماليين، الذي يذهبون إلى المطعم لتناول غداء عمل مع عملائهم أو العملاء المحتملين لصناديق الثروة السيادية الرئيسية في أبوظبي.

ومن بين هؤلاء النافذين، خالد المبارك، المساعد المالي الأول لبن زايد، ورئيس صندوق الثروة السيادي "مبادلة"، الذي سبق له تناول الغداء في "زوما" مع أمين عام وزارة الخارجية الفرنسية، فرانسوا ديلاتر، والسفير الفرنسي السابق في أبوظبي، كزافييه شاتيلو، الذي انضم لاحقًا إلى الفريق الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في سبتمبر/أيلول الماضي.

كما شهد "زوما" التخطيط لجلسة الحوار الاستراتيجي السنوي بين الإمارات وفرنسا في يونيو/حزيران 2022، والإعداد لزيارة الشيخ محمد بن زايد إلى باريس في الشهر التالي.

عرين شيوخ دبي وأبوظبي

شارك الشيف الألماني، راينر بيكر، والمستثمر البريطاني، أرجون واني، في تأسيس زوما بالعاصمة البريطانية، لندن، عام 2002، والذي تحول إلى سلسلة المطاعم مملوكة لشركة "أزومي" المحدودة.

وبعد 5 سنوات من افتتاح فرع لزوما في دبي، تم افتتاح آخر في أبوظبي عام 2014، وأصبح مطعمًا مفضلاً للشيوخ الإماراتيين، ومنهم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يمكن مشاهدته في "زوما دبي" بانتظام.

وفي 6 مارس/آذار الماضي، دخلت أزومي في شراكة مع "إنفراكورب"، وهي شركة تابعة لصندوق الاستثمار GFH ومقره البحرين، كما دخلت في شراكة، عام 2020، مع الأمير السعودي عبدالله بن نايف آل سعود، وشركة MJS القابضة، التي تقف وراء أول فرع لـ"زوما" في الرياض، والمقرر افتتاحه بنهاية العام الجاري.

وفي أبوظبي، تتعاون أزومي مع عميلها المنتظم، خلدون المبارك، لافتتاح فرع آخر لـ"زوما" في جزيرة المارية، التي عُهد بتطويرها إلى "مبادلة".

 

الكاتب