صحيفة: الإمارات تضع 9 لبنانيين تحت إقامة جبرية
تحيط الضبابية بقضية الموقوفين اللبنانين في الإمارات، لا سيما بعد الإفراج عنهم، ووضعهم تحت الإقامة الجبرية، في ظل عدم السماح لهم بالعودة إلى بيروت، خاصة أنهم لا يملكون إقامة في الإمارة الخليجية، على الرغم من أن السفير اللبناني في الإمارات فؤاد دندن أكّد أن للمفرج عنهم حرية البقاء أو المغادرة.
ووفق صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من "حزب الله"، فإن الأهل لم يتبلّغوا أي شيء بخصوص عودة أبنائهم إلى لبنان، وهل سيبقون في الإمارات أم سيعودون إلى لبنان.
والسبت الماضي، أفرجت الإمارات عن 9 مواطنين لبنانيين موقوفين منذ مارس/آذار، وجميعهم ينتمون إلى الطائفة الشيعية، بتهمة التعامل مع حزب الله الذي تصنّفه أبوظبي منظمة "إرهابية".
أحد الموقوفين كان غازي عزالدين الذي توفي قيد التوقيف في 4 مايو/أيار، ما أثار إدانات من مجموعات حقوقية بما فيها منظمة "العفو الدولية"، واتهامات للإمارات بتعذيبه.
وتشير المصادر إلى أن المفرج عنهم يعيشون بحال من الضياع في ظل عدم تبلّغهم أي موقف رسمي، ممّا يسبب التوتّر لأهاليهم من إحتمال أن يكونوا تحت الإقامة الجبرية.
وتشدّد المصادر على أن الأمور لا زالت ضبابية حتى الساعة، والخوف نابع من أن يكون هناك من أمر يحضّر لهم، وأن يصدر لاحقا قرار بمنع سفرهم إلى لبنان، وسط مطالبات للسفير دندن أن ينفّذ ما قاله، وأن يعطي الحرية لهم بقرار العودة أو البقاء.
وفي حالات مماثلة، تُجبِر السلطات الإماراتية الموقوفين بعد إطلاقهم على مغادرة أراضيها، وهو لم تفعله مع اللبنانيين المُطلق سراحهم، كما لم يتبلّغ أيّ منهم أن في إمكانه السفر.
ولأن الملف لم يقفل، تتهيّأ عائلات الموقوفين للعودة إلى التحرك، وفق الناطق باسم لجنة أهالي موقوفي الإمارات عفيف شومان، إذ سيُنظّم الأسبوع المقبل احتجاج أمام وزارة الخارجية ومجلس الوزراء.
وأشار إلى أن الأهالي التقوا أخيراً المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، لاستئناف مساعيه مع الإماراتيين لإعادة اللبنانيين التسعة.
هذا الواقع معطوفاً على ما حصل في الأيام الماضية، حيث يتعذّر منذ الإثنين الماضي على اللبنانيين الحصول على تأشيرة دخول إلى الإمارات، عبر المنصّة المخصّصة لذلك.
ووفق الصحيفة، يتلقى هؤلاء رداً من المنصّة مضمونه: "لا يمكن تقديم هذا الطلب لأنه لا يفي بشروط التقديم"، ما يطرح تساؤلاً عما إذا كان الأمر يتعلّق فعلاً بمشكلة تقنية، أم له أبعاد أخرى.
وتسربت معلومات قبل أيام عن قرار إماراتي بحجب التأشيرات عن اللبنانيين، زُعِمَ أنّه مرتبط بـ"تلقي الإمارات تهديدات من حزب الله"، سرعان ما نفاها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
وأكّد الوزير "عدم تلقي لبنان أيّ تبليغ إماراتي رسمي بهذا الخصوص، ولا حتى معلومات عن تعديل شروط منح التأشيرات للبنانيين".
وفيما لم يصدر بيان رسمي عن السلطات الإماراتية، قالت شركات سفر في بيروت إن هناك مشكلات تقنية في النظام الإلكتروني المرتبط بطلب "الفيزا" لم تعرف أسبابه، ما اضطر عدداً من المواطنين كانوا ينوون السفر إلى الإمارات إلى تأجيل سفرهم.
وخلال السنوات الماضية، أوقفت الإمارات لبنانيين عدة غالبيتهم الساحقة من الطائفة الشيعية منهم من اتهمتهم بالتعامل مع حزب الله الذي تصنّفه مع دول خليجية أخرى “إرهابياً”.
وفي مايو/ أيار 2019، أصدرت محكمة إماراتية حكماً بالسجن مدى الحياة في حق لبناني، وبالسجن عشر سنوات في حق آخرين، بعدما دانتهم بتهمة التخطيط لشن هجمات لصالح حزب الله.
وأثمرت وساطة قادها لبنان مع الإمارات في العام 2021 إطلاق سراح عشرة موقوفين لبنانيين على الأقل في الإمارات.
ولا يزال 7 لبنانيين قيد الاعتقال بينهم محكومون بالمؤبد او السجن لسنوات طويلة، وفق لجنة الموقوفين.