"وول ستريت جورنال": محمد بن سلمان اتهم أبوظبي بطعن بلاده بالظهر وحذّر من خطوات عقابية

"وول ستريت جورنال": محمد بن سلمان اتهم أبوظبي بطعن بلاده بالظهر وحذّر من خطوات عقابية

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال في لقاء جمعه بصحفيين محليين إن أبوظبي، حليف بلاده منذ عقود، "طعنتنا في الظهر".

وأضاف خلال اللقاء نفسه "سيرون ما يمكنني فعله"، حسب ما نقلته الصحيفة الأمريكية من أشخاص قالت إنهم حضروا اجتماعاً مع محمد بن سلمان، في شهر ديسمبر الماضي.

ووفقاً للصحيفة، فإن الخلاف اندلع بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصاحب السمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان منذ عدة أشهر، حيث أنهما يتنازعان الآن بشأن من هو صاحب القرار في الشرق الأوسط حيث، تلعب الولايات المتحدة دوراً متضائلاً.

وقالت الصحيفة إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد شعر بالغضب من فكرة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قادر على أخذ مكانه، ويعتقد المسؤولون أن "بعض الزلات السعودية الخطيرة" قد ارتُكبت في هذا المجال، وفقاً لمسؤولين خليجيين.

وحسب الصحيفة الأمريكية، فقد أرسل محمد بن سلمان قائمة مطالب إلى الإمارات، وحذر من أنه إذا لم تتماشَ أبوظبي مع الصف، فإنّ المملكة مستعدة لاتخاذ خطوات عقابية، مثلما فعلت ضد قطر في عام 2017، وقال محمد بن سلمان للصحفيين "سيكون الأمر أسوأ مما فعلته بقطر".

وفي رد واضح على الشكاوى السعودية، حذر الشيخ محمد بن زايد سراً الأمير السعودي في أواخر العام الماضي، من أن أفعاله تقوض العلاقات بين البلدين، وقال مسؤولون خليجيون إنه اتهم ولي العهد السعودي بالاقتراب الشديد من روسيا بسياساتها النفطية، واتباع خطوات محفوفة بالمخاطر، مثل الاتفاق الدبلوماسي مع إيران، دون التشاور مع الإمارات.

فيما يشعر ولي العهد السعودي بأن الشيخ محمد بن زايد قاده إلى صراعات كارثية، تخدم مصالح أبوظبي وليس الرياض، وفق ما ذكرته الصحيفة الأمريكية نقلاً عن مسؤولين خليجيين.

"نزاع أوبك"

ووفقاً للصحيفة، ظهر الخلاف على السطح في أكتوبر من العام الماضي عندما قررت منظمة أوبك، مجموعة إنتاج النفط المؤلفة من 13 دولة والمتحالفة مع روسيا، خفض الإنتاج في خطوة أذهلت إدارة بايدن.

وقفت دولة الإمارات مع الخفض، لكن سرا أخبر المسؤولون الإماراتيون نظراءهم من المسؤولين الأمريكيين ووسائل الإعلام أن السعودية أجبرتها على الانضمام إلى القرار.

عكست هذه الديناميكية نزاعاً طويل الأمد بين السعوديين والإماراتيين بشان السياسة في أوبك، وهي الهيئة التي هيمنت عليها الرياض منذ فترة طويلة باعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم.

ورفعت أبوظبي طاقتهم الإنتاجية من النفط إلى أكثر من أربعة ملايين برميل يومياً ولديهم خطط لتجاوز خمسة ملايين برميل، لكن يُسمح لهم بموجب سياسة أوبك بضخ ما لا يزيد عن ثلاثة ملايين برميل، مما يكلفها مئات المليارات من الدولارات من العائدات المهدورة كما أن الزيادة الإماراتية في الطاقة الإنتاجية للنفط تمنحها القدرة المحتملة على تحريك الإنتاج صعودًا وهبوطًا، ومعها أسعار النفط العالمية.

حتى وقت قريب، كانت المملكة فقط هي التي تمارس هذا النوع من القوة السوقية. ووصلت الإحباطات الإماراتية إلى النقطة التي أبلغوا فيها المسؤولين الأمريكيين أنهم مستعدون للانسحاب من أوبك، وفقًا لمسؤولين خليجيين وأمريكيين.

وقال مسؤولون أمريكيون إنهم اعتبروا ذلك علامة على الغضب الإماراتي وليس تهديداً حقيقياً.

في اجتماع أوبك الأخير، في يونيو الماضي، سُمح للإماراتيين بزيادة متواضعة في خط إنتاجهم الأساسي، وظهر سهيل المزروعي وزير الطاقة وهو يمسك بنظيره السعودي.

"حرب اليمن"

وحسب الصحيفة: "تهدد الانقسامات بين الزعيمين بتقويض الجهود الجارية لإنهاء الحرب في اليمن، التي تضع السعوديين والإماراتيين ومجموعة من الفصائل اليمنية في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من البلاد في عام 2014، بما في ذلك العاصمة صنعاء".

ووفقاً للصحفية الأمريكية، فإن دولة الإمارات تواصل دعم حركة انفصالية يمنية تسعى إلى استعادة الدولة التي كانت قائمة في الجنوب وهذا يمكن أن يقوض الجهود المبذولة للحفاظ على وحدة البلاد.

ونوهت إلى أن المقاتلون المدعومون من السعودية والإمارات الذين يعملون معاً لهزيمة قوات الحوثي، قاموا في بعض الأحيان بإطلاق نار أسلحتهم على بعضهم البعض على مر السنين.

وفي ديسمبر، وقعت الإمارات اتفاقا أمنيا مع مجلس قيادة الرئاسة اليمني المدعوم من السعودية يمنح أبوظبي حق التدخل في اليمن والمياه قبالة سواحلها. واعتبر المسؤولون السعوديون ذلك بمثابة تحدٍ لاستراتيجيتهم في اليمن.

وتخطط المملكة لمد خط أنابيب من المملكة إلى بحر العرب عبر محافظة حضرموت اليمنية، مع إقامة ميناء بحري في عاصمتها الإقليمية المكلا والقوات المدعومة من الإمارات في حضرموت تهدد تلك الخطط.

وحذر محللون في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس، وهي مؤسسة فكرية مستقلة في لندن، من أن القوات اليمنية المتنافسة تستعد لاشتباكات جديدة تهدد محادثات السلام الجارية.

وقال المحللون في سلسلة من التدوينات على تويتر: "المملكتان الخليجيتان تظهران المزيد من القوة وتتصرفان بشكل أكثر عدوانية تجاه بعضهما البعض في المنطقة بشكل عام واليمن هو خط المواجهة الأول والأكثر نشاطا".

وقال مسؤولون يمنيون إنه إذا انسحب السعوديون من اليمن الآن، فإن الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون سيتحالف مع إيران وسيتوافق الجنوب مع الإمارات مما يترك للرياض القليل لتظهر أنها كسبته في الحرب، مما يعكس مخاوف السعودية.

"هدف بايدن"

وأثار التنافس السعودي الإماراتي استياء إدارة بايدن التي تريد أن تساعد عواصم الخليج الصديقة مثل أبوظبي والرياض في تشكيل جبهة موحدة ضد إيران وإنهاء الحرب في اليمن، التي تسببت في كارثة إنسانية، هو أيضًا هدف رئيسي للسياسة الخارجية للإدارة، التي تريد الاستقرار في المنطقة وفي أسواق النفط.

ووفقاً للصحيفة الأمريكية، لا يتحالف الرياض وأبوظبي تمامًا مع واشنطن في أمور مهمة مثل أوكرانيا والصين ويشعر المسؤولون الأمريكيون بقلق متزايد بشأن التواصل مع بكين وموسكو من قبل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، الذي أقام مثل محمد بن سلمان علاقات أقوى معهم.

تولى بايدن منصبه وتعهد بمعاملة المملكة كدولة منبوذة بسبب مقتل خاشقجي، وهو الأمر الذي قال محمد بن سلمان إنه لم يأمر به ولكن بدلا من ذلك زار بايدن المملكة في يوليو 2022، مما ساعد في إنهاء عزلته.

الآن، تنظر الشركات الأمريكية التي كانت مترددة في التعامل مع المملكة نظرة ثانية. من المرجح أن يتسارع هذا الاهتمام مع اقتراب الموعد النهائي في نهاية العام للشركات التي لديها عقود من الحكومة السعودية لإنشاء قاعدة في الرياض بدلاً من السفر من دبي.

توسطت إدارة بايدن في اجتماع جرى في 7 مايو بين محمد بن سلمان والشيخ طحنون بن زايد، الذي كان يُنظر إليه ذات مرة على أنه أحد المقربين من ولي العهد السعودي، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

وقال الأشخاص إن الشيخ طحنون بن زايد تم تجميده حيث قام بست رحلات على الأقل إلى المملكة دون تأمين لقاء مع محمد بن سلمان حتى حصل على مساعدة من الولايات المتحدة في تدبير اللقاء.

وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الأمير محمد بن سلمان قال للشيخ طحنون بن زايد إن :الإمارات لا ينبغي أن تعطل محادثات وقف إطلاق النار في اليمن التي يقودها السعوديون ووعدوا بتقديم تنازلات للإمارات"، كما قال المطلعون لكن ولي العهد السعودي أخبر مستشاريه فيما بعد أنه لا ينبغي عليهم تغيير أي من سياسات السعودية تجاه الإمارات قائلا "لم أعد أثق بهم".

الكاتب