مناورات الحرس الثوري.. لماذا يتصاعد نزاع إيران والإمارات على الجزر الخليجية الثلاث؟
سلط موقع "ميدل إيست آي" الضوء على إثارة إطلاق الحرس الثوري الإيراني، الأربعاء، لمناورات بحرية بالقرب من سلسلة من الجزر الاستراتيجية التي تسيطر عليها إيران، التوترات مجددا مع الإمارات التي تطالب بالسيادة على هذه الجزر، على التوازي مع تصاعد التوتر الإيراني مع الولايات المتحدة بمنطقة الخليج.
وذكر الموقع البريطاني، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن المناورات تأتي بعد أسبوعين من تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في الخليج، بقوة إضافية تضمنت طائرات مقاتلة من طراز F-35 وقوة استكشافية بحرية تتكون عادة من 2500 من مشاة البحرية وسفينتين حربيتين على الأقل.
وجاء حشد القوات الأمريكية في أعقاب تقارير تفيد بأن الإمارات قدمت شكوى لواشنطن بشأن ما تعتبره رد فعل ضعيف على استيلاء الجمهورية الإسلامية الأخير على ناقلات نفط في المنطقة.
والأربعاء، حذر، علي رضا تنكسيري، قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني، جيران إيران من الانضمام إلى "الخطط الانقسامية لدول خارج المنطقة".
وخلال المناورات، نشرت إيران سفنًا بحرية مجهزة بأنظمة صواريخ كروز معدلة (غدير) وصواريخ فتح 360 الباليستية، إلى جانب طائرات مسيرة وطائرات حربية ومروحيات.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن قائد بالحرس الثوري أن التدريبات البحرية "بدأت صباح الأربعاء للدفاع عن جزر أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى".
الممر البحري
وتحتوي الجزر القاحلة على القليل من الموارد الطبيعية، ولا يوجد سكان مدنيون سوى في جزيرة أبو موسى، يبلغ عددهم حوالي 2000 شخص.
لكن الجزر الثلاث تقع بالقرب من مضيق هرمز، وهو الممر البحري الحيوي بين الخليج والمحيط المفتوح الذي يمر عبره حوالي 20% من نفط العالم و25% من الغاز الطبيعي المسال في العالم.
وكانت الجزر الثلاث مصدر خلاف بين الإمارات وإيران لعقود، إذ سيطرت إيران على الجزر في عام 1971، قبل يوم واحد من حصول الإمارات على استقلالها عن بريطانيا، وهي القوة الاستعمارية السابقة للجزر.
وتقول طهران إن الجزر كانت جزءًا من الإمبراطوريات الفارسية المتعاقبة منذ العصور القديمة وتزعم أن مذكرة تفاهم عام 1971 بين الحكومة السابقة لشاه إيران وحاكم الشارقة، إحدى الإمارات السبع لدولة الإمارات، تبرر وجودها العسكري على الجزر .
ولما يقرب من 20 عامًا، حافظت الإمارات وإيران على اتفاق مؤقت أدى إلى مشاركة البلدين في عائدات أبو موسى النفطية البحرية.
ومع ذلك، وبعد انهيار المحادثات لتسوية النزاع في عام 1992، بدأت إيران في تعزيز وجودها العسكري في الجزر.
وتقول الإمارات إن التجار العرب حكموا الجزر على مدى قرون وحاولت، دون جدوى، رفع النزاع إلى محكمة العدل الدولية.
تصاعد التوترات
وهنا يشير "ميدل إيست آي" إلى أن التوترات حول الجزر كانت تتصاعد حتى قبل أن تعزز الولايات المتحدة وجود قواتها في المنطقة.
ففي الشهر الماضي، استدعت إيران السفير الروسي في طهران للاحتجاج على بيان الحكومات الخليجية وموسكو، الذي يطعن في مطالبة طهران بالجزر الثلاث. وجاءت هذه الخطوة في سياق بيان مماثل أصدرته الصين العام الماضي.
وينوه الموقع البريطاني إلى أن ما وصفه بـ "استعراض عضلات إيران" قد يؤدي إلى تعقيد الجهود الأخيرة التي تبذلها الإمارات والسعودية لتهدئة التوترات مع إيران، وهي التوترات التي هدأت بإعلان الإمارات، في مايو/أيار الماضي، الخروج من قوة أمنية متعددة الجنسيات في الخليج، بقيادة الولايات المتحدة، واستعدادها للانضمام إلى قوة بحرية مشتركة مع إيران، تدعمها الصين.