في استفزاز جديد.. إيران تهدد الإمارات برد عسكري إذا واصلت المطالبة بالجزر المحتلة

في استفزاز جديد.. إيران تهدد الإمارات برد عسكري إذا واصلت المطالبة بالجزر المحتلة

وجه قائد عسكري إيراني رفيع تهديداً واضحاً للإمارات بالتدخل عسكرياً إذا استمرت في المطالبة بالجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها بلاده منذ بداية سبعينات القرن الماضي، في استفزاز جديد للإمارات، بعد أيام من قيام الحرس الثوري بإجراء مناورات عسكرية في جزيرة أبو موسى المحتلة.

وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، إن "الطامعين بالجزر الثلاث يجب أن يروا جانبا من سلاحنا لكيْلا يرتكبوا خطأ في حساباتهم"، وفقا لما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية، يوم الأحد.

وفي إشارة إلى مناورات القوة البحرية للحرس الثوري في جزيرة أبو موسى المحتلة، التي جرت الأسبوع الماضي، قال شكارجي إنها "مناورات تحمل رسالة، ورسالتها إلى دول المنطقة هي التخلص من التبعية للأجانب لإحلال الأمن، ثقوا بنا ونحن سنضمن إحلال الأمن في الخليج".

وكان الحرس الثوري أجرى مناورات سماها "العميد الشهيد إسحاق دارا"، يوم الأربعاء الماضي، زعم أنها تهدف إلى "إظهار الاقتدار والاستعدادات الدفاعية القتالية للقوة البحرية للحرس الثوري في حماية أمن الخليج والجزر الإيرانية"، في إشارة إلى الجزر الثلاث المحتلة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى).

وتقع الجزر الاستراتيجية الثلاث في الخليج قرب مضيق هرمز الذي يمرّ عبره خُمس إنتاج النفط العالمي.

وبشأن إرسال الولايات المتحدة قوة عسكرية إلى الخليج؛ قال شكارجي: "ما علاقة أمن الخليج وبحر عمان والمحيط الهندي بأمريكا؟ ماذا تفعل أمريكا هنا؟ كل دول المنطقة قادرة على إرساء الأمن في هذه المياه، لكن سياسة أمريكا هي تربية قطاع الطرق، من ناحية أخرى تحمل (أمريكا) دولة أخرى مسؤولية انعدام الأمن، وبهذه الطريقة تجد ذريعة للتواجد في هذه المياه وحشد قواتها".

استفزازات إيرانية

وجاءت مناورات الحرس الثوري، بعد أسابيع من إصدار بيان مشترك لدول الخليج وروسيا، أكد على دعم مطالبة الإمارات بالجزر الثلاث، ما دعا طهران لاستدعاء السفير الروسي للاحتجاج.

في السياق، صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بأن الجزر "تابعة لإيران، إلى الأبد" معتبراً أن "إصدار تصريحات كهذه يقف بوجه العلاقات الودّية بين إيران وجيرانها".

وعلى الرغم من أن المناورات الإيرانية واستحداث المنشآت على الجزر الثلاث خلال السنوات الأخيرة تمثل تعدياً سافراً على سيادة الإمارات، إلا أنه لم يصدر عن أبوظبي ووزارة الخارجية أي بيان حول هذا الاستفزاز المسيء للدولة ولمواطنيها.

بل إن وزارة الخارجية استضافت في نفس يوم انطلاق المناورات سفير طهران لدى أبوظبي رضا عامري. ولم تكن الاستضافة للاحتجاج على التعدي على الأراضي الإماراتية، وإنما لاستلام دعوة من الرئيس الإيراني إلى صاحب السمو رئيس الدولة لزيارة طهران.

وتكرر صمت الخارجية تجاه الاعتداءات الإيرانية في عدة مناسبات سابقة، عدا عن دعوات خجولة في خطابات أمام الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، تطالب طهران بإنهاء احتلال الجزر، أو الجلوس على طاولة المفاوضات، أو القبول بالتحكيم.

وتستخدم إيران احتلالها للجزر الثلاث كأداة ليس لاستفزاز الإمارات وحدها، بل لاستفزاز دول مجلس التعاون الخليجي جميعها، إذ تثبت المناورات العسكرية الأخيرة أن الخطر القادم من إيران يستمر في التصاعد رغم كل ما تبذله دول المنطقة من أجل تحسين العلاقة مع الضفة الأخرى من الخليج.

وكانت الإمارات أعلنت، في أغسطس 2022، عودة سفيرها في إيران، سيف محمد الزعابي، في حين أعلنت إيران في أبريل الماضي تعيين سفير لدى أبوظبي، بعد أكثر من ست سنوات من تخفيض الدولة الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.

الكاتب