حمد الشامسي: فوجئنا بأن أبوظبي لم تنتظر حتى انتهاء "كوب28" و بدأت بمحاكمة 87 شخصا من جديد
قال المدير التنفيذي لمركز مناصرة معتقلي الإمارات "حمد الشامسي" إن قيام الأجهزة الأمنية في أبوظبي بمحاكمة 87 ناشطاً إماراتياً يعكس الضغوط التي تعرضت لها السلطات الإماراتية لتبرير سبب بقاء معتقلي الرأي المنهية أحكامهم في السجن.
وأشار الشامسي، في تصريح لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إلى أن المحاكمة الجديدة تنطوي على أحكام محتملة أقسى بكثير. وأضاف أن معظم الأفراد الذين كانوا مسجونين بالفعل كانوا ينفذون أحكاما بالسجن لمدة 10 سنوات، لكنهم الآن قد يواجهون أحكاما بالسجن مدى الحياة أو حتى عقوبة الإعدام.
وتواصل الموقع البريطاني مع السلطات الإماراتية للتعليق، لكنه لم يتلق رداً حتى وقت النشر.
وقال الشامسي إن عائلات معتقلي "الإمارات 94"، البالغ عددهم أكثر من 60 شخصاً، فقدوا كل اتصال بأقاربهم منذ يونيو.
ولفت الشامسي إلى أنه قبل حرمان المعتقلين من التواصل مع العالم الخارجي، كان هناك شعور بأن شيئا ما على وشك التحول. وسأل بعض المعتقلين عائلاتهم عما إذا كانت لديهم اتهامات جديدة، بينما أشار آخرون إلى أنه قد يتم إطلاق سراحهم.
وقال "لقد كانت رسائل مختلطة بين الإيجابية والسلبية. لم نكن متأكدين حقا".
وعندما جاءت الاتهامات الجديدة، مع تجمع عشرات الآلاف من المندوبين من جميع أنحاء العالم في الإمارات لحضور "كوب 28"، قال الشامسي إنه فوجئ بأن السلطات لم تنتظر حتى انتهاء المؤتمر.
وأكد الشامسي أنه يشعر بخيبة أمل من المحاكمة الجديدة.
وقال "كنا نأمل أن تطوي الإمارات هذا الفصل لأنه منذ أكثر من 12 عاما والناس في الاعتقال ويعانون من أجل لا شيء".
وأشار الشامسي إلى أن جلسة 7 ديسمبر عُقدت في غرفتين بمحكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية في أبوظبي، حيث كان المتهمون في غرفة واحدة وأفراد الأسرة الذين سمعوا عن الجلسة في غرفة أخرى يشاهدون الإجراءات على الشاشة.
وأعادت السلطات محاكمة 87 إماراتيا، بمن فيهم مدافعون إماراتيون مشهورون عن حقوق الإنسان ومعتقلو رأي، بعضهم أمضى أكثر من عقد خلف القضبان، ويواجهون الآن تهما ملفقة بالإرهاب.
وكان مركز مناصرة معتقلي الإمارات قد كشف عن حدوث 3 جلسات الجلسة الأولى عُقدت في 7 ديسمبر 2023 والثانية في 14 ديسمبر 2023 و الثالثة في 21 ديسمبر 2023 في "محكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية" لتهم تتعلق بتأسيس "لجنة الكرامة والعدالة" في 2010، للمطالبة بالحريات في الإمارات.
وتزامنت المحاكمة مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28" في دبي، والتي نظم خلاله مئات النشطاء فعاليات ومظاهرات، نادرة في الإمارات، طالبت بسرعة الإفراج عن جميع النشطاء المعتقلين في سجون أبوظبي.
وأوضح المركز أن قائمة المتهمين تشمل جميع معتقلي القضية المعروفة إعلامياً باسم "الإمارات 94"، كالدكتور سلطان بن كايد القاسمي، والأستاذ خالد الشيبة النعيمي، والدكتور محمد الركن، والدكتور هادف العويس، والأستاذ محمد عبدالرزاق الصدّيق.
كما تشمل المحاكمة شخصيات جديدة، كالحقوقي أحمد منصور، المعتقل منذ 2017، والدكتور ناصر بن غيث، وخلف الرميثي، الذي اعتقلته السلطات الأردنية وسلمته لأبوظبي في مايو الماضي، إضافة لناشطين آخرين يعيشون خارج البلاد.
وفي إشارة إلى قمة المناخ (كوب 28) في دبي، قال الشامسي: "كان مؤتمر Cop28 منعقداً وكان الناس يتساءلون عن وضع المعتقلين. لذلك بدلاً من القول إننا نبقيهم [في السجن]، قالوا إن هناك بالفعل اتهامات جديدة ضدهم".