صحيفة يهودية: أبوظبي تدعم محمد دحلان لقيادة غزة في مرحلة "اليوم التالي"

صحيفة يهودية: أبوظبي تدعم محمد دحلان لقيادة غزة في مرحلة "اليوم التالي"

قالت صحيفة يهودية إن أبوظبي تقوم بتلميع صورتها أمام الفلسطينيين في غزة في سبيل تنصيب الرئيس السابق لجهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية في غزة محمد دحلان محافظاً لقطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وذكرت صحيفة "الصحافة اليهودية jewish press" أن أبوظبي قامت بتخصيص ميزانية كبيرة للمساعدات المقدمة لغزة، أكثر من أي دولة أخرى، بهدف زيادة نفوذها الإقليمي ووضع بصمتها أمام دول المنطقة، بما في ذلك قطر، التي كان لها الفضل الأكبر في عملية تبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في غزة.

وبحسب الصحيفة، فإن الإمارات كانت الدولة "المتميزة" في تقديم المساعدات لغزة، بدءاً من بالمستشفى الميداني الإماراتي في رفح جنوب قطاع غزة، مشيرةً إلى أنه "المستشفى الأكثر أهمية الذي تم إدخاله إلى غزة، سواء من حيث المعدات أو الموارد، وحتى أنه يحتوي على التصوير المقطعي المحوسب".

والشهر الماضي، تجاهلت أبوظبي الانتقادات العالمية لتصاعد الخسائر البشرية في حرب غزة، وأعلنت أنها ستحافظ على العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي، على أمل ممارسة بعض "النفوذ المعتدل" على الحملة العسكرية الإسرائيلية مع حماية مصالحها الخاصة، بحسب الصحيفة.

وتلقت أبوظبي طوال فترة الحرب اتهامات من العرب، بمن فيهم الخليجيون، بالعمل مع الكيان الصهيوني ومؤازرته بقوة، في ظل جرائم حرب وحشية يرتكبها ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع، دفعت بدول أوروبية وأفريقية وأخرى من أمريكا اللاتينية، إلى قطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، ودعم الفلسطينيين بكل صوت سياسي ممكن.

خدعة إعلامية

خلال الأسابيع الماضية، لم تنفك وسائل الإعلام الرسمية في الإمارات -وبشكل شبه يومي- عن الحديث عن إرسال مساعدات للمدنيين في قطاع غزة، رغم أنه أقل الواجب تجاه أبناء جلدتهم في العالم العربي.

وأشارت الصحيفة اليهودية إلى أن الإمارات أنشأت محطة تحلية على الجانب المصري من رفح، وبدأت بتدفق المياه المحلاة إلى قطاع غزة عبر أنبوب واحد، مع خطة لربط أنبوب ثان، وأصحبت بذلك الدولة الوحيدة، إلى جانب "إسرائيل"، التي تزود غزة بالمياه.

واستدركت الصحيفة بالإشارة إلى أن محطة تحلية المياه الإماراتية تعد "مجرد خدعة علاقات عامة" أكثر من كونها مساعدة فعلية؛ فهي ستجلب فقط 2300 متر مكعب من المياه يوميًا، مقارنة بـ 30 ألف متر مكعب يومياً قادمة من الأراضي المحتلة.

وترى الصحيفة أنه "من المرجح أن يواجه سكان غزة في الشارع أمثلة على الكرم الإماراتي أكثر من أي دولة أخرى".

وأشارت إلى أن أبوظبي قامت في منتصف نوفمبر، بتغطية صحفية كبيرة لمجموعة مكونة من ثمانية أطفال من غزة وعائلاتهم، الذين وصلوا إلى أبوظبي لتلقي العلاج بعد إجلائهم عبر معبر رفح الحدودي إلى مصر.

وأفاد راديو ريشت بيت الإسرائيلي صباح اليوم الأحد، أن أبوظبي تفعل ذلك لزيادة نفوذها الإقليمي وبصمتها أمام الدول الأخرى في المنطقة، وخاصة منافستها قطر الموالية لإيران.

ما بعد الحرب على غزة

وترى الصحيفة أن أبوظبي تشتري مقعداً على الطاولة لليوم التالي للحرب، حيث سيكون من أجندتها تنصيب الرئيس السابق لأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، محمد دحلان، محافظاً لغزة، ربما كخطوة أولى في التتويج.

وذهبت الصحيفة إلى ما هو أبعد من ذلك، بالقول إن دحلان سيكون هو رئيس السلطة الفلسطينية بعد محمود عباس.

وقبل إقامته الدائمة في أبوظبي وتعيينه مستشاراً للشيخ محمد بن زايد، عندما كان ولياً للعهد؛ طُرد دحلان من غزة، بعد أن اتُهم بتعذيب أعضاء حماس والتخطيط لمحاولة اغتيال إسماعيل هنية عام 2006، كما أنه كان على خلاف مع الرئيس عباس.

وبشأن مناقشة مجلس الحرب الإسرائيلي لما يُسمى بـ"اليوم التالي للحرب على غزة"، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو رفض تماماً محاولات وزراء حكومته الحربية، بيني غانتس ويوآف غالانت، لبدء مناقشة شاملة للأمر.

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو قد يفكر في العمل في مرحلة "اليوم التالي للحرب" مع كيانات معروفة مثل "محمد دحلان"، وشريك السلام العربي الصديق (أبوظبي) باعتبارهما "خير الشرور على الإطلاق" حد تعبير الصحيفة.

ومنذ السابع من أكتوبر، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، أسفرت حتى اليوم الأحد عن استشهاد 21 ألفا و822 فلسطينيا، وإصابة 56 ألفا و451 آخرين، معظمهم أطفال ونساء. كما تسببت هذه الحرب في تدمير هائل للبنية التحتية وخلفت "كارثة إنسانية غير مسبوقة" وفقًا لتقارير فلسطينية ودولية.

 

الكاتب