فورين بوليسي تسلط الضوء على التنافس الخفي بين السعودية والإمارات
سلط الزميل الزائر في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، أراش رايزينجاد، وزميل الطاقة العالمية في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، مصطفى بوشهري، الضوء على ما وصفه بـ "التنافس الخفي" بين السعودية والإمارات على وقع الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، التي اندلعت وسط اتجاه إقليمي واضح نحو "التعايش السلمي"، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن نتائج هذا التنافس قد تدفع واشنطن لمراجعة استراتيجية.
وذكر الزميلان، في تحليل نشره موقع مجلة “فورين بوليسي” أن التحول في الشرق الأوسط على صعيد التحالف الوثيق بين السعودية والإمارات ترمز إليه الصداقة الواضحة بين زعيميهما الفعليين: محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، حيث اتحد البلدان لمواجهة القوة الناعمة المتوسعة لقطر في العالم العربي، وشاركا في حصارها عام 2017.
كذلك قاد الرجلان حربًا ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن منذ عام 2014، وتواصلا مع بكين وموسكو، وتبنا سياسة أكثر استقلالية، تختلف عن تحالفهما التقليدي مع الولايات المتحدة.
ولكن ما يكمن تحت سطح هذا التحالف الأخوي الواضح هو صراع هادئ، حيث يتنافس البلدان على الزعامة داخل العالم العربي، وهي المنافسة التي يصفها رايزنجاد وبوشهري بأنها “جيواقتصادية نشطة بأبعاد متعددة”.
بدورهما، أوضح الزميلان أن المنافسة هائلة على الاستثمار الأجنبي بين السعودية والإمارات وتعود إلى عام 2009، عندما اعترضت أبو ظبي على الموقع المقترح لمقر البنك المركزي لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، ما لعب في نهاية المطاف دورا في إحباط إنشاء البنك نفسه.
وبين عامي 2012 و2022، كان تدفق الاستثمار إلى الناتج المحلي الإجمالي في الإمارات أكبر بنحو 3.5 مرة من نظيره في السعودية، وأصبحت دبي الموقع المفضل لنحو 70% من المقرات الرئيسية للشركات الكبرى متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط.
ذلك بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط في عام 2022، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي دفع الاقتصاد السعودي إلى النمو بنسبة 8.7%، وهو أعلى معدل بين دول مجموعة العشرين، التي أنتجت تدفقات كبيرة من رأس المال.
وشجعت السعودية بنشاط الشركات الأجنبية العاملة في منطقة الخليج العربي على نقل مقرها الرئيسي إلى أراضي المملكة، وحذرت من أن “الشركات التي لن تستجيب لذلك ستخاطر بوقف العلاقات التجارية مع الرياض”.
