الكشف عن مخطط "ليون" لإشعال الحرب الأهلية في ليبيا برعاية إماراتية
أثار خبر تعيين المبعوث الأممي للسلام السابق في ليبيا بيرناردينو ليون مديراً عاماً لأكاديمية الإمارات الدبلوماسية موجة واسعة من الانتقادات والتساؤلات الغاضبة.
وكانت شؤون إماراتية قد نشرت تفاصيل الخبر في تقرير سابق لها (اضغط هنا)، حيث كشف صحيفة الغارديان البريطانية عن تفاصيل مفاوضات السلطات الإماراتية مع الوزير الإسباني السابق خلال الصيف الماضي، وتقديم راتب خيالي نظير تمرير أجندتها الخاصة في ليبيا، والمتركزة على حرب التيارات الإسلامية و مساندة اللواء حفتر.
موقع "ميدل إيست آي" نشر بدوره تقريراً مفصلاً حول الدور الذي قام به ليون في إشعال الحرب الأهلية الليبية، ودعم الثورة المضادة بقيادة خليفة حفتر، فيما يخالف مهمته الأصلية كمبعوث أممي للسلام، عليه أن يصل بكل الأطراف إلى حل سلمي بدلاً من تأجيج الصراع.
ويقول الموقع في تقريره أن ليون عمل لمصلحة دولة الإمارات بشكل سري، مستنداً إلى رسالة إلكترونية حصل على نسخة منها كان ليون قد أرسلها إلى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، تكشف الكثير من المعلومات الهامة حول تورط أجهزة الأمن الإماراتية في إشعال الأزمة الليبية، وعدم نزاهة المبعوث الأممي وخضوعه للإغراءات المادية وفشله في مهمته السلمية.
ويؤكد متحوى الرسالة على أن عمل ليون كان يتركز على رهن وساطته بين الأطراف الليبية بخطط تخدم مصالح أبو ظبي، وبنيت في الأساس على العمل ضد حكومة طرابلس المدعومة من الثوار، بهدف تمكين قوات حفتر المدعومة من الحكوم الإماراتية من السيطرة على المناطق التي يتواجد بها أكبر احتياطي للنفط في إفريقيا.
وتكشف الرسالة أن ليون كان يسعى لربط مصالح حفتر مع ثوار مصراتة الذين يدعمون حكومة طرابلس، بهدف إنهاء سيطرة الإخوان المسلمين على المؤتمر الوطني العام في طرابلس وإضعافهم، وهو ما يتفق تماماً مع الأجندة الخاصة بالسلطات الإماراتية.
ويذكر موقع "ميدل إيست آي" أن دور الأمين العام بان كي مون مازال غامضاً بعد هذه الفضيحة، إذ رفض المتحدث باسم الأمم المتحدة الإجابة عما إذا كان بان كي مون على علم باتصالات ليون مع الجهات الإماراتية، مكتفياً بالتأكيد على أن بان كي مون يقدر جهود ليون التي تتحدث عن نفسها، على حد تعبيره.
وننشر لكم في "شؤون إماراتية" جزءً من نص الرسالة كما وردت في موقع "ميدل إيست آي"، والذي أكد أنها وصلت عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي من خلال وسيط لدواعي أمنية:
صاحب السمو، عزيز عبد الله
تدخل ليبيا في رأيي مرحلة جديدة من الحرب الأهلية، أكثر شمولية وعدوانية، وكما قلت لك في عمّان، فإن هجموم طرابلس ومصراتة ضد رأس لانوف هو نقطة الانطلاق لهذا التصعيد، وللأسف فإن رد حفتر بقصف مصراتة يشكل الوجه الآخر للعملة. كل ذلك قد يحدث التأثيرات التالية:
- تجاوز الخط بين الغرب والشرق قد يثير ردود فعل القبائل في جميع أنحاء ليبيا، وعلى الرغم من كون ذلك ظاهرة نوعية أكثر من كونها كمية، حيث سيجبر ثوار مصراتة وحلفاءهم للقتال في جميع أنحاء ليبيا، على الرغم من عدم وضوح كيفية التحالفات المستقبلية لمعظم المحللين. ويبدو أن حفتر يعتمد على هذا التحالف القبلي ضد مصراتة وهو أمر منطقي من المنظور الليبي التقليدي، لكن بعض المحللين يعتقدون أم مصراته لديها تحالفات قوية مع بعض القبائل خصوصاً في الجنوب، وقد تساعدهم هذه التحالفات بالحصول على المزيد من القوة العسكرية على الأرض، ومن المرجح أن تكون أكبر من قوات الزنتان أو حفتر البرية، على المدى القصير على الأقل.
- قد يكون غرض هجوم حفتر هو ردع المصراتيون، لكن انطباعي بأن نتيجة ذلك ستكون عكسية، مما يعزز المتطرفين الراغبين في حرب أهلية شاملة تحت قيادة راديكالية مقربة من أكثر قيادات جماعة الإخوان المسلمين تطرفاً وغيرها من المنظمات.
- لقد طلبت من الأحزاب الإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد بهدف السماح للدعم الدولي بإخماد الحرائق وأرسال خبراء لتفقد الدبابات وتقييم خطر الأضرار البيئية. طبرق أعلنت وقف إطلاق النار وأعطت الطرف الآخر 3 أيام للمغادرة، أما طرابلس فتظن أن طلب وقف إطلاق النار في رأس لانوف يأتي من شركة النفط الوطنية، ونظراً لكونها قد تكون وسيلة جيدة جداً للماطلة، أرسلت رسالة رسمية طلبت فيها منهم القيام بذلك، لكنني لست متفائلاً.
- مع هذا الوضع، احتمالات التوصل إلى تسوية سياسية تبدو في طريقها إلى التلاشي، ضغط دولي كبير هو فقط ما قد يسمح بمثل هذه النتيجة، لكن ما فهمته من محادثتنا الأخيرة أن الدعم الرئيسي لحفتر لا يدفعنا لتحقيق توسية سياسية.
- إذا لم ينجح الحشد السياسي فإن بعض اللاعبين الدولين وتحديداً الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي كانوا يطلبون خلال الأيام الماضية التوجه إلى الخطة "ب"، مثل مؤتمر سلام كلاسيكي بين الأطراف المتنازعة، استناداً إلى قوة دولية متعددة الجنسيات، وهذا برأيي هو الخيار الأسوء، فأولاً وقبل كل شيء وكما أشرت أنت سابقاً، فأن هذا الحل يعامل كلا الجانبين بشكل متساوي وسيتم تجاوز السلطات الشرعية، إضافة أن هذا الحل سوف يجعلنا نجلس على طاولة واحدة لمناقشة الحل الشامل الذي يتضمن عناصر سياسية وميليشيات قد تشمل الراديكاليين وحلفائهم، لذلك أعتقد أن الدولة التي ذكرناها في حوارنا الأخير لن تسعى لدعم هذا الاحتمال، حتى لو كان خيار الحرب الأهلية طويلة الأمد فإن الضغط عليهم سيكون قوياً للقبول بعقد مؤتمر سلام.
ويواصل ليون في رسالته استعراض تفاصيل خطته وعرضها على عبد الله بن زايد، بما يشمل الخطوات والأهداف الخاصة بالعملية السياسية وخطواتها، والتي تهدف إلى إقصاء الإسلاميين ودعم سيطرة حفتر، والحديث عن بعض الجهات الدولية والمؤسسات الشرعية التي يمكن أن يتم الاستفادة منها في دعم هذا التوجه، وهو التوجه الذي تبحث عنه السلطات الإماراتية لتحقيقه في الأراضي الليبية.
لقراءة الرسالة كاملة: اضغط هنا