وزيرة التسامح .. أقلام الكتاب منارات للفكر المستنير .. فلماذا يعتقل المدونون ؟

وزيرة التسامح .. أقلام الكتاب منارات للفكر المستنير .. فلماذا يعتقل المدونون ؟

استمرت الصحافة المحلية التابعة للنظام بالتراقص على جراحات المقهورين بتناولها خبر تكريم وزيرة التسامح لبنى القاسمي لمؤلف كتابي "ثنائية السعادة والتسامح"، و"قلوب متفائلة"، وتصريحاتها التي امتلأت بكلام تنظيري عن السعادة والتسامح والتعايش واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخرين، في بلد يضيق بالرأي المخالف والمعارض ولا يجد مكانا له سوى خلف القضبان كما حصل مع أحرار الإمارات، ومع المغردين المعبرين عن آرائهم الشخصية في مختلف القضايا .

الصحافة الإماراتية وفي إطار دورها المرسوم بتوجيهات من جهاز أمن الدولة تبرز وتحتفي بإطارات شكلية وتقدم ترويجا دعائيا لخطابات لن يكون لها أي مصداقية على أرض الواقع طالما امتلأت سجون الدولة بأصحاب الرأي من المفكرين والكفاءات والقيادات الإماراتية المحترمة والمقدرة .

وفي هذا السياق قدمت وزيرة التسامح خطابا بالغ التنميق والجمال، وقالت إن أقلام الكتاب والمؤلفين هي منارات للفكر المستنير وحصن لعقول شبابنا من المفاهيم المغلوطة التي قد يتعرضون لها في حياتهم وتعايشهم مع الآخرين، منوهة إلى أن التسامح والسعادة هما سمتا الإنسان الإماراتي الأصيل الذي يؤمن ويحرص على بناء وطنه وازدهاره في شتى المجالات .

وقالت صحيفة الاتحاد إن تصريحات الوزيرة جاءت خلال استقبال معاليها في مكتبها في جامعة زايد الإعلامي الإماراتي عبد المجيد المرزوقي مؤلف كتابي «ثنائية السعادة والتسامح» وقلوب متفائلة.

ونقلت الصحيفة عن وزيرة السعادة قولها إن الكتابين من الكتب المفيدة التي ترسخ مفاهيم السعادة والتسامح، وتوفر أرضية صلبة نحو تعزيز قيمهما كغايات إنسانية نبيلة وحضارية تؤمن باحترام التعددية الثقافية وقبول الآخرين وتكرس العمل في إطار التعاون والتضافر والتكامل والقيم المشتركة وتنأى بالأفراد عن التطرف والعصبية والكراهية والتمييز والازدراء فضلا عن ما يحث عليه الكتابان نحو استشعار المسؤولية الوطنية تجاه الإنتاجية بإيجابية خدمة للذات والوطن والإنسانية. وأضافت لبنى القاسمي أن الإعلامي عبد المجيد المرزوقي يعتبر من الكفاءات المواطنة التي تسهم إيجابا في التنمية الفكرية في المجتمع، وتشجع الآخرين نحو القيام بمسؤولياتهم المجتمعية تجاه وطنهم الغالي


ونوهت القاسمي إلى ضرورة تحلي أفراد المجتمع بقيم التسامح والسعادة فهذه القيم تفضي إلى الانسجام والتناغم والتعايش مع الآخر احتراماً له وقبولاً به وتؤكد على الحوار والتعايش والسلام في إطار من المحبة والمودة والتعاون والتضامن الذي هو سمة العصر وغايته .

وبالوقوف على تصريحات الوزيرة نجدها تضرب بعرض الحائط حقيقة ما يجري من ظلم واضطهاد على المواطنين الإماراتيين وخاصة المعتقلين الأبرياء داخل السجون بسبب تعبيرهم عن آرائهم ، وآخرين بلا تهم واضحة .

وفي هذا السياق عبر ناشطون عن غضبهم لهكذا خطابات منمقة لا تمد للواقع بصلة ، متسائلين ان كانت تلك التصريحات صحيحة فلماذا لا تفتح الدولة المجال للشباب والإصلاحيين بالتعبير عن آرائهم بحرية بعيدا عن مطاردة امن الدولة لهم وملاحقتهم الأمنية بمجرد التغريد على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي .

 

الكاتب