صحيفة الغارديان تكشف "الواقع المروع" لعاملات المنازل المهاجرات في الإمارات

صحيفة الغارديان تكشف "الواقع المروع" لعاملات المنازل المهاجرات في الإمارات


كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيق موسّع النقاب عن واقع مروع تحياه عاملات المنازل المهاجرات في الإمارات العربية المتحدة، حيث يمارس عليهنّ شتّى أنواع الاستغلال والانتهاكات تحت نظام الكفالة المسيء.

وأوضحت الصحيفة أنّ هذا النظام، الذي يعتبر خطيرا ومسيئا، لا يتجاهل فقط حقوق العاملات المهاجرات، بل يعتمد أيضا على استغلالهنّ بشكل ممنهج.

وتحدثت الغارديان مع 50 امرأة يعملن أو كنّ عاملات منازل في الإمارات ودول الخليج الأخرى، وكشفت شهاداتهنّ عن معاناة إنسانية عميقة تمارس في ظلّ ظروف مروعة يسهّلها نظام التوظيف في الدولة.

وتعتمد عاملات المنازل، اللواتي لا يشملهنّ عادة قوانين حماية العمل بسبب عملهنّ في المنازل الخاصة، بشكل كبير على أصحاب عملهنّ، ممّا يتيح المجال لانتهاكات جسيمة دون رادع أو محاسبة.

وأفاد تقريرٌ للأمم المتحدة لعام 2014 بأنّ عاملات المنازل المهاجرات في الإمارات يعملن في ظروف ترقى إلى مستوى العمل القسريّ.

وتظهر شهادات النساء اللاتي تحدّثت إليهنّ الغارديان أنّ جميعهنّ كنّ يعملن سبعة أيام في الأسبوع، بينما صادر أصحاب العمل جوازات سفرهنّ. كما أفاد العديد منهنّ بأنّهنّ تعرضنّ للعنف والاعتداء الجنسيّ، بينما اضطرّ معظمهنّ إلى دفع رسوم التوظيف للحصول على وظائفهنّ.

وتقدّم الغارديان مثالا صارخا على تلك الانتهاكات من خلال قصة صوفيا (35 عاما)، وهي عاملةٌ مهاجرةٌ من الفلبين هربت من صاحب عمل مسيء في أبو ظبي عام 2016.

عاشت صوفيا لسنوات دون وثائق في الإمارات، وخلال تلك الفترة أنجبت ابنة اسمها عائشة. عملت صوفيا بشكل غير رسميّ، وكانت تنام مع ابنتها على الأرض في سكن الأصدقاء.

وتوقّف العمل بسبب وباء كورونا، وفي عام 2021، سلّمت صوفيا نفسها للشرطة وطلبت المساعدة للعودة إلى وطنها. تمّ تقييد يديها ونقلها مع ابنتها عائشة (3 أعوام) إلى سجن العوير في دبي، حيث تمّ سجن ابنتها أيضا.

تقول صوفيا: "لقد بكت وكانت تضرب رأسها بالأرض. لقد عانقتني وسألتني لماذا ربطوا يديك؟".

وفي السجن، واجهت صوفيا صدمة جديدة بانفصالها عن ابنتها، باستثناء ثلاث زيارات قصيرة كلّ أسبوع. وتقول صوفيا إنّه لم يتمّ إخبارها بالمدة التي سيحتجزونها فيها بتهمة الهروب وتجاوز مدة التأشيرة.

وتضيف "عرفت عائشة أنّنا في السجن. كانت تتصل بالشرطة لتطلب منهم فتح الباب. ظلت تطلب الطعام وبكت كثيرا".

**وبعد حكم بالسجن لمدة ثلاثة أشهر، تمّ إعادة الأمّ وابنتها إلى الفلبين عام 2021. وتقول صوفيا: "أشعر وكأنّني ما زلت في السجن. لماذا أنا؟
 

الكاتب