شهادات صادمة من عمال مهاجرين في الإمارات بعد انتشار وباء حمى الضنك بينهم

شهادات صادمة من عمال مهاجرين في الإمارات بعد انتشار وباء حمى الضنك بينهم

كشف تقرير حقوقي معلومات صادمة عن الأوضاع الصحية للعمال المهاجرين داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تأثرت بشدة بعد الفيضانات الشديدة التي ضربت البلاد قبل عدة أشهر ما تسبب في انتشار أمراض وأوبئة بين هؤلاء العمال أصحاب الدخول المنخفضة والذين لا يتمتعون بتأمين طبي مناسب يغطي تكاليف العلاج.

وفي أبريل سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة ما يصل إلى 254 ملم من الأمطار في أقل من 24 ساعة، وهو أعلى مستوى منذ بدء التسجيل في عام ،945. وأدى ذلك إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإلحاق أضرار بالمنازل والشركات والبنية التحتية.

كما خلفت الفيضانات بركًا من المياه الراكدة، مما خلق أرضًا خصبة للبعوض الذي ينشر مرض “حمى الضنك”، وهو عدوى فيروسية تنتقل من الحشرات إلى البشر، وتشمل الأعراض آلام الجسم والقيء والغثيان وتورم الغدد.

وفقًا لتقرير صادر عن منظمة Fair Square غير الحكومية نُشر يوم الاثنين الماضي، فقد أهملت السلطات الإماراتية مواقع تكاثر البعوض في بعض المناطق التي تؤوي العمال المهاجرين، مما أدى إلى إصابة السكان بأمراض خطيرة ويكافحون من أجل الوصول إلى الرعاية الصحية.

وفي مايو، طلبت السلطات الإماراتية السكان تجنب المياه الراكدة الناجمة عن الفيضانات واستخدام طاردات البعوض، بعد تدفق مرضى المستشفى الذين يعانون من الحمى وآلام في الجسم، لكن كان ذلك بعد انتشار المرض بين آلاف العمال المهاجرين.

بالإضافة إلى ذلك، لم تتخذ السلطات الإجراءات اللازمة لتنظيف ومحو آثار هذه البرك، وظلت برك المياه الراكدة موجودة حتى أواخر يونيو/حزيران في المناطق التي بها أعداد كبيرة من العمال المهاجرين، بما في ذلك في دبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة.

في إفادة خاصة، عامل مهاجر في سونابور، أحد أحياء دبي التي تضم 200 ألف عامل مهاجر، إن مياه الفيضانات ظلت موجودة لأسابيع بعد الفيضانات، وأوضح العامل الذي طلب إخفاء هويته “تم تنظيف الطرق الرئيشية بشكل عاجل، لكن المناطق الصغيرة التي نسكن بها ظلت تعاني من المياه الراكدة لفترة طويلة للغاية، والآن يوجد البعوض وجميع أنواع الحشرات في كل مكان”.

 

“آلام شديدة

فيما أفاد عامل بناء هندي للمنظمة أنه أصيب بمرض خطير في مايو، ونصحته شركته بالراحة وتناول مسكنات الألم، لكنها لم توفر له أي رعاية في المستشفى.

وقال العامل “لقد أصبت بحمى شديدة وآلام في الجسم، ثم بدأت أتقيأ كثيرًا… لم أتمكن من مغادرة سريري لمدة 20 يومًا تقريبًا… ولم أكن الوحيد، بل ستة أو سبعة آخرين على الأقل من زملائي في السكن كانوا يعانون من نفس الأعراض”.

وفي عجمان، أصيبت امرأة باكستانية تتمتع بالحد الأدنى من تغطية التأمين الصحي بحمى الضنك بعد أسابيع من الفيضانات.

وقالت في إفادتها “كنت أشعر بالألم الشديد… كان جسدي يحترق… طلبت من أصحاب العمل بعض المال حتى أتمكن من الذهاب إلى عيادة خاصة لأنني كنت أشعر بالسوء الشديد، لكنهم قالوا إنني أتوهم المرض ويجب عليّ فقط “الراحة… لقد كانوا يتصرفون وكأنهم يقدمون لي معروفًا للسماح لي بالراحة.”

وفي الوقت نفسه، قال حارس أمن أوغندي إن صاحب العمل حبسه في غرفة مع خمسة من زملائه المرضى الذين كانوا يعانون من الطفح الجلدي والحمى وآلام في الجسم والقيء، وقال إن أصحاب العمل أخذوا الوضع على محمل الجد واتصلوا بالسلطات الحكومية بعد أن قال العمال إنهم يرغبون في العودة إلى بلدانهم الأصلية.

ثم أرسل مسؤولو البلدية خبراء طبيين نصحوا العمال بالراحة والذهاب إلى المستشفى إذا كانوا في حالة صحية سيئة.

من جانبه، قال جيمس لينش من فير سكوير لموقع ميدل إيست آي: “من الواضح أن مناطق معينة من البلاد قد تم إهمالها من قبل السلطات، ولم يتم توفير خدمات تنظيف المياه”.

وأضاف أن “أسبابا هيكلية عميقة تساهم في صعوبة حصول مجتمعات المهاجرين على الرعاية الصحية، بما في ذلك الاعتماد على أصحاب العمل في التأمين الطبي”، متابعًا أنه على الرغم من أن بعض أصحاب العمل لديهم سياسات جيدة، إلا أن الأمر كان بمثابة “يانصيب” بالنسبة للعمال، بعضهم كان يتمتع بالرعاية، والبعض الآخر لم يكن محظوظًا كفاية.

وقال لينش: “يجب على دولة الإمارات ودول الخليج الأخرى أن تنظر في كيفية حصول العمال على المساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية، بحيث لا يعتمد الأمر على رغبة صاحب العمل… أفضل طريقة للقيام بذلك هي منح الناس إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية مجانًا في حالات معينة”.

وتشهد حمى الضنك، وهي الأكثر شيوعا في المناخات الاستوائية، ارتفاعا في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك جزئيا إلى تغير المناخ.

الجدير بالذكر أنه في أبريل/نيسان، قال محللون لموقع Middle East Eye إن تغير المناخ والبنية التحتية وجغرافيا المنطقة واستمطار السحب يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الفيضانات في منطقة الخليج، وقال محمد محمود، مدير برنامج المناخ والمياه في معهد الشرق الأوسط، إن تغير المناخ “هو المحرك المطلق للطقس المتطرف”.

وقال لموقع ميدل إيست آي: “على الرغم من أننا نربط تغير المناخ في الغالب بدرجات الحرارة المرتفعة، إلا أن ارتفاع درجة حرارة المناطق الساحلية يعزز هطول الأمطار الغزيرة والعواصف… وهذا هو الحال بالنسبة للخليج، حيث تساعد المياه المحيطة الدافئة (بالقرب من خط الاستواء) على توليد العواصف التي تنتج أمطارًا غزيرة تسبب هذه الفيضانات المدمرة.”

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

الكاتب