واشنطن مصرة على مشاركة الإمارات .. السودان يتمسك بمخرجات "مفاوضات جدة"

واشنطن مصرة على مشاركة الإمارات .. السودان يتمسك بمخرجات "مفاوضات جدة"

شدد الحكومة السودانية عل تمسكها  بمخرجات "مفاوضات جدة" الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع في مايو عام 2023 لحل الصراع المتواصل في البلاد، معربة عن رفضها وجود أي مراقبين جدد بما في ذلك الإمارات.

جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث باسم الحكومة السودانية ووزير الإعلام غراهام عبد القادر، مساء الأحد، حول اللقاء التشاوري بين وفد حكومة السودان والوفد الأمريكي بشأن دعوة الخرطوم للمشاركة في ملتقى جنيف.

وقالت الحكومة السودانية في بيان صادر، عن المتحدث باسمها، وزير الإعلام غراهام عبد القادر، إنها "تؤكد تمسكها بتنفيذ إعلان جدة الموقع في 11 مايو 2023".

وأضافت: "نرفض وجود أي مراقبين ومسهلين جدد"، مشددة على ترحيب الحكومة السودانية بـ"المبادرات التي تلبي وتستجيب وتحفظ سيادة البلاد وكرامة الشعب".

ولفتت الحكومة السودانية استنادا إلى اللقاء التشاوري، إلى أنها لاحظت "عدم التزام الوفد الأمريكي بدفع المليشيا المتمردة للالتزام بتنفيذ إعلان جدة الذي يتضمن الالتزام بحماية المدنيين في السودان ويستند على القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان".

وأشارت إلى أنها لاحظت أيضا "إصرار الولايات المتحدة على مشاركة الإمارات كمراقب".

وبحسب البيان، فإن الوفد الأمريكي "لم يقدم ما يبرر إنشاء منبر جديد، كما أنه اعتمد على معلومات غير صحيحة في تقييم الموقف في السودان".

وكانت الولايات المتحدة، دعت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى المشاركة في مفاوضات لوقف إطلاق النار تتوسط فيها واشنطن وتبدأ بسويسرا، الأربعاء المقبل.

في حين أعلن قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أنها لم تسفر اللقاءات التشاورية بين وفد الولايات المتحدة برئاسة المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلليو، والوفد الحكومي السوداني برئاسة محمد بشير عبد الله أبو نمو، عن نتائج إيجابية.

واحتضنت السعودية خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين اللقاءات التشاورية التي أجريت بين الجانبين لمناقشة الدعوة الأمريكية للمشاركة في ملتقى جنيف.

ورغم عدم توصل اللقاءات إلى اتفاق بين الجانبين، فقد أعلن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، عن وصوله إلى جنيف لإجراء مباحثات لإنهاء الأزمة السودانية.

وقال بريلليو، في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، مساء الأحد: "بفضل السعودية وسويسرا كمضيفين مشاركين، يسعدني الوصول إلى جنيف من جدة لإطلاق هذا الجهد الدولي العاجل في سويسرا لإنهاء الأزمة في السودان".

والاثنين الماضي، شدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في اتصال هاتفي تلقاه من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، على "ضرورة معالجة شواغل (مطالب) الحكومة السودانية قبل بدء أي تفاوض" مع قوات الدعم السريع، بحسب وكالة الأناضول.

وبدأت العلاقة الإماراتية مع حميدتي في حرب اليمن، حيث أغدقت عليه، عام 2018، الأموال لإرسال مقاتليه إلى اليمن، وساعدته هذه الحملة على إثراء نفسه وتعزيز قوة “الدعم السريع” داخل السودان، ومع بنائه إمبراطورية مالية ومناجم ذهب ونقل عائداتها إلى دبي، حيث يدير شقيقه الأصغر القوني حمدان دقلو شركات لإدارة مصالح العائلة.

وتساءل الكثير من المحللين الغربيين عن سبب زيادة أبوظبي مساعدتها لـ “الدعم السريع”، رغم الأدلة المتزايدة عن الجرائم والانتهاكات.

ومثل بقية دول الخليج، ترى أبوظبي في السودان مصدراً للغذاء، ومركزاً لتعزيز مصالحها في البحر الأحمر، حيث وقعت على اتفاقية بـ 6 مليارات دولار لبناء ميناء جديد على البحر الأحمر. وهناك التنافسات الإقليمية، فالتوتر في تصاعد بين مصر، التي تدعم الجيش، والإمارات والسعودية التي تقود الجهود الدبلوماسية.

 

الكاتب