الوزاري الخليجي يدين استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث

الوزاري الخليجي يدين استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث

أكد البيان الختامي للمجلس الوزاري الخليجي الذي عقد في الرياض، مواقفه الثابتة وقرارته السابقة بشأن إدانة استمرار احتلال إيران للجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) التابعة للإمارات، مجدداً تأكيد ‌دعم حق السيادة الإماراتية على جزرها الثلاث.

ودعا المجلس في بيانه، إيران للاستجابة لمساعي الإمارات إلى حل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

وفي ما يتعلق بحقل الدرة، أكد البيان أنه يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت، وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة هي ملكية مشتركة بين السعودية والكويت فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات الطبيعية في تلك المنطقة وفقاً لأحكام القانون الدولي.

وبشأن فلسطين، أكد البيان وقوف المجلس إلى جانب الشعب الفلسطيني خلال التطورات الراهنة في غزة ومحيطها، مطالباً بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، ورفع المعاناة عن سكانه.

كما حمل البيان "إسرائيل" المسؤولية القانونية أمام المجتمع الدولي عن انتهاكاتها واعتداءاتها المستمرة التي طالت المدنيين الأبرياء، واعتبارها جرائم حرب وفق القانون الدولي الإنساني.

ورحب المجلس الوزاري بمضامين البيان المشترك الصادر بتاريخ 8 أغسطس الماضي، عن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن "ضرورة إتمام التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين في غزة، والدعوة لاستئناف المفاوضات بتاريخ 15 أغسطس 2024"، مؤكداً دعم مجلس التعاون الكامل للجهود المتواصلة في سبيل إتمام التوصل إلى وقف إطلاق النار والمعالجة العاجلة للأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع.

وشدد المجلس الوزاري على أهمية الاستعداد بخطة متكاملة لعودة السلطة الفلسطينية لغزة عند انتهاء الحرب في غزة، وتأكيد رفض مجلس التعاون "لتكريس فكرة فصل غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية".

ونوه المجلس الوزاري بالجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون والدول العربية على الصعيد السياسي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، والمساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من دول الخليج إلى القطاع، والحملات الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية للأهالي المحاصرين.

أما عن اليمن فقد أكد المجلس الوزاري الدعم الكامل لمجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد محمد العليمي، والكيانات لمساندة له لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، والتوصل إلى حل سياسي شامل، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، "بما يحفظ لليمن الشقيق سيادته ووحدته وسلامة أراضيه واستقلاله".

كما دعا المجلس الوزاري العراق لاستئناف اجتماعات الفرق الفنية القانونية المعنية بترسيم الحدود مع الكويت، وللاستجابة لطلبها باستئناف اجتماعات اللجنة الكويتية - العراقية المشتركة لتنظيم الملاحة البحرية في "خور عبد الله".

وشدد المجلس الوزاري على أهمية احترام العراق لسيادة الكويت ووحدة أراضيها، والالتزام بالتعهدات والاتفاقيات الثنائية والدولية وكافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأكد المجلس الوزاري مواقفه الثابتة تجاه الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، واحترام استقلالها وسيادتها على أراضيها، ورفض التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية، ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وأشاد المجلس بتعهد قطر في مؤتمر المانحين لسوريا، الذي عُقد في بروكسل في 27 مايو 2024، بتقديم 75 مليون دولار تُضاف إلى مساهماتها خلال السنوات الماضية، كما أشاد بالمساعدات التي تقدمها كافة دول المجلس لدعم الجهود الإنسانية لصالح الشعب السوري.

ولم يفت المجلس تأكيد مواقف وقرارات مجلس التعاون "الثابتة بشأن أهمية الحفاظ على سيادة وأمن السودان واستقراره ووحدة أراضيه، ومساندة البلاد في مواجهة تطورات وتداعيات الأزمة الحالية، وضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، والعودة إلى مسار العملية السياسية بما يفضي إلى سلطة مدنية، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني".

على صعيد آخر، رحب المجلس الوزاري بمخرجات اجتماعات الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وعدد من الدول والمجموعات الأخرى، مؤكداً أهمية تنفيذ ما ورد في القرارات وخطط العمل المشترك التي اتفق عليها، بما يعزز مسيرة المجلس وتحقيق أهدافه السياسية والتنموية إقليمياً ودولياً.

كما رحب المجلس بانطلاق الجولة الأولى من المفاوضات مع كلِ من تركيا وإندونيسيا، واطلع على سير مفاوضات اتفاقيات التجارة الحرة مع الصين ونيوزلندا والمملكة المتحدة، ونتائج المراجعة القانونية مع كل من باكستان وكوريا، ورحب بالجهود المبذولة في سبيل تعزيز علاقات دول المجلس الاستراتيجية وتحقيق الأهداف المرجوة من هذه الاتفاقيات.

واستضافت الرياض اجتماع وزراء خارجية دول الخليج، بمقر الأمانة العامة في الرياض، لعقد اجتماع الدورة الـ161 للمجلس الوزاري الخليجي، إضافة لعقد اجتماعات مشتركة مع وزراء خارجية روسيا والهند والبرازيل، كلّاً على حدة.

وتأتي هذه الاجتماعات في وقت تواصل فيه "إسرائيل"، منذ أكتوبر الماضي، شنّ حرب مدمرة على غزة خلفت أكثر من 135 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة أودت بحياة أطفال ومسنين.

الكاتب