معلمون تحت النار.. تنمر الطلاب يتجاوز الحدود في المدارس الإماراتية

معلمون تحت النار.. تنمر الطلاب يتجاوز الحدود في المدارس الإماراتية

 

يشكو المعلمون في المدارس الإماراتية من التعرض لـ "سلوك شديد التنمر" من قِبل طلابهم، وصلت حد الصفع والركل والإهانة اللفظية.

ونشرت صحيفة الخليج تايمز شهادات صادمة من قِبل المعلمين في إمارات الدولة، ويعزون ذلك إلى عدم تطبيق اللوائح والقوانين بشكل صارم لمعاقبتهم.

ومن ضمن الشهادات التي نشرتها الصحيفة معلمة في بإمارة الفجيرة تدعى "كيث" قولها إنها تعرضت "للصفع والركل والقرص وإطلاق الأسماء وإلقاء الكراسي" عليها من قبل الطلاب.

وفي جانب خطير كشفته الصحيفة أن "كيث" وافقت (مثل جميع المعلمين المذكورين) على مشاركة تجربتها بشرط عدم الكشف عن هويتها تماما لأنها تواصل العمل في المهنة وتخشى من الانتقام، دون أن توضح أن إنتقام من الطلاب أو السلطات التي تمنع من نشر مثل هذه الشهادات خوفاً من ترحيلها من البلاد.

 

طالبات متنمرات

وتابعت "كيث" أنها “في العام الماضي، كان أحد طلابها يهين، بشكل عرضي وبدون عاطفة، المعلمين ويرمي الأشياء بدون سبب يستدعي ذلك"، وفي بعض الأحيان قد تأخذ الأحداث منعطفا يعرض حياة المعلمين للخطر.

لا يقتصر الأمر على الطلاب بل ينسحب إلى الطالبات.

وأضافت كيث أنه “ذات مرة، تم دفع معلمة في مدرسة ثانوية ومضايقة لفظية من قبل طالبة، لأن المعلمة رفضت تغيير نتائج اختبارها. رغم إعطاء هذه الطالبة بالفعل فرصة ثانية".

وتقول أيضا إن مساعدي التدريس واجهوا "سلوكا شديد التنمر"، حيث أصيب مساعدي في التدريس من قبل طالب. عندما تم استدعاء والديه الذين قالوا إن "هذا طبيعي تماما، أليس كذلك؟"

 

طرد المعلمين المتعرضين للتنمر

وتابعت "كيث" أنه ورغم الشكاوى المتكررة لإدارة المدرسة إلا أنها دائما ما تقف إلى جانب الطلاب وأولياء الأمور على المعلمين. ومن المحتمل أيضا أن يتم طرد المعلمين المتنمر عليهم إذا تسببوا في "مشاكل"!

ومعظم المعلمين في المدارس الحكومية والخاصة من الوافدين، حيث تملك السلطات سياسات تحد من استمرار المعلمين المواطنين في مهنة التعليم.

وفي شهادة أخرى، قالت "فاطمة" وهي معلمة لغة إنجليزية مقيمة في دبي، إنها شاهدت ذات مرة - بلا حول ولا قوة مدرسا في مدرسة ثانوية - مستهدفا بلا هوادة من قبل الطلاب وأولياء أمورهم.

وتابعت "فاطمة" أنها ذات مرة ألقى الطلاب باللوم على درجاتهم الضعيفة عليها وكذبوا على والديهم، قائلين كم كانت معلمة فظيعة. ونتيجة لذلك، كان الوالدان يتشاجران معها باستمرار وكانا غير محترمين تجاهها. وتجاوز الطلاب ذلك للبحث عن صورها في "قوقل" للسخرية منها.

وفي حالة مؤلمة، تضيف "فاطمة" أن زميلتها كانت غالبا ما تجهش بالبكاء، بعد المدرسة، واصفة حالها أنها "كانت حزينة ومحطمة القلب ومصدومة. ودُمّرت لأنها أحبت طلابها حقا".

 

مدارس مع مخبرين

كما بقية مناح الحياة في الدولة التي يسيطر جهاز الأمن فيها على كل مناح الحياة بما فيها المدارس، ويمنح الطلاب الكثير من الامتيازات على حسب المعلمين، ويمنح الطلبة حق الشكوى بالمعلمين والوشاية بهم، مما سبب الخوف لدى هولاء المعلمين من أن يكون الطالب المتنمر هو أحد المخبرين أو المرتبطين بجهاز أمن الدولة.

وجرت العادة في الإمارات اطلاق مبادرات شرطية يديرها جهاز أمن الدولة، تٌمرر عبر أجهزة الشرطة هدفها جمع مخبرين من الطلاب، مما جعل المدارس كابوساً بالنسبة لإدارات المدارس والمعلمين،  منها على سبيل المثال لا الحصر مبادرة كلنا شرطة و مبادرة أجيال الشرطة التي تطلق بداية كل عام دراسي، بالإضافة إلى اطلاق البرامج الصيفية لطلاب المدارس برعاية واشراف الأجهزة الأمنية، فحسب ورقة بحثية نشرها مركز الإمارات للدراسات والإعلام "إيماسك" أن جهاز أمن الدولة وظف عشرات الطلاب في مدارسهم بمكافآت شهرية بين (2500-5000) درهم إماراتي. من أجل مراقبة المدرسين والطلبة من المنتقدين والمعارضين.

وإلى جانب المبادرات افتتحت شرطة دبي مدارس حماية في عام 2018 وهي مدارس خاصة لأبناء العاملين لديها من عسكريين ومدنيين وفق اشتراطات ومعايير قبول خاصة، تديرها شرطة دبي ويرأس مجلس أمنائها القائد العام للشرطة بالإمارة، وهدفها إعداد مخبرين ينتشرون في المجتمع وظيفتهم رفع التقارير لجهاز أمن الدولة.

تحتاج الدولة إلى إعادة استراتيجيتها في التعليم بما يحمي الإمارات وأجيالها في المستقبل من التنمر، ولن يكون ذلك إلا بحماية المعلم قبل حماية الطلاب من أقرانهم.

الكاتب