أبوظبي ودبي الأغلى معيشة في الشرق الأوسط .. ولجوء الشباب الإماراتي إلى الديون

أبوظبي ودبي الأغلى معيشة في الشرق الأوسط .. ولجوء الشباب الإماراتي إلى الديون

ضمن مبادرة «حلقات شبابية» ، استضافت مؤسسة الإمارات حلقة بعنوان " الشباب والادخار " ، وذلك في مجلس سلطان بن خليفة آل نهيان في أبوظبي، بحضور شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، وشما بنت سهيل فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب .

وقد حضر الحلقة عدد من الشباب من مختلف الجامعات في أبوظبي إلى جانب خبراء ومتحدثين في مجال محو الأمية المالية، من برنامج «اصرف صح» التابع لمؤسسة الإمارات وذلك تحت إشراف ممثلين من مؤسسة الإمارات ومجلس الإمارات للشباب

وتأتي هذه الحلقة، في حين أظهرت دراسات إحصائيّة عديدة أنّ نحو 70% من الشباب الإماراتي الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة قد وقعوا تحت وطأة الديون .

ومن خلال كلمتها الافتتاحية، أكدت شمة بنت سلطان  على أهمية تعزيز الوعي الادخاري بين الشباب أكثر من أي وقت مضى، كما أشارت إلى أهمية المسؤولية الاجتماعية في نشر هذا الوعي بين صفوف الشباب الإماراتي وحول كيفية إدارة شؤونهم المالية بطريقة فعالة وصحيحة

من جهتها قالت شما بنت سهيل فارس المزروعي: إن تصدر غياب مفهوم الادخار بين الشباب له تأثير كبير على الاستقرار الأسري في المجتمع، حيث الإسراف وعدم الاعتدال في النفقة، خاصة الصرف على الكماليات مع عدم حسن التدبير في الصرف، وعدم القدرة على تحقيق التوازن بين الإيرادات والمصروفات، له آثار سلبية على نفسية الشباب وعلى المجتمع ككل

تأتي هذه الإحصائية "المرعبة" اجتماعيا واقتصاديا في ذروة حديث مؤسسات الدولة عن النمو والازدهار الاقتصادي والرفاه والسعادة ومشاريع دعم الشباب إلا أن الواقع يؤكد أن وجها آخر مغيب عن الحقيقة التي تناقض جميع الادعاءات. فالشباب الإماراتي يواجه اليوم الديون من أجل توفير حياة كريمة سواء في زواج أو في امتلاك منزل أو سيارة فضلا عن تكاليف التعليم والصحة والحياة اليومية والخدمات المتوفرة التي تستنزف الأموال

مراقبون يعتقدون أن بقاء الشباب الإماراتي رهينة هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة في بلد نفطي عمت مساعدته وعطاؤه معظم دول العالم إنما هو سياسة مقصودة بحد ذاتها حتى يظل الشاب الإماراتي مثقلا وغارقا في الديون وتبعاتها، وكأنه لا يكفيه ما ينتظره من تجنيد إجباري يختطف عامين من حياته، حتى بات مستقبل الشباب الإماراتي غامضا في ظل تراجع اليقين الاقتصادي بعد انعدام اليقين السياسي والديمقراطي الذي يطالب به الإماراتيون .

وفي إحصائية أخرى أجريت حول كلفة المعيشة للعام 2016 ، ثبت بأن دبي وأبوظبي حلتا ضمن قائمة المدن الأغلى معيشة في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يعكس حجم المعاناة التي بات يواجهها المواطن الإماراتي من خلال ضغوط المعيشة وغلائها، فيما تقوم الحكومة بتبذير أموال الإماراتيين لدعم الانقلابات والسخاء هنا وهناك بداع وغير داع .

هذا ما جعل من الناشطين يتساءلون في ظل الغلاء الفاحش ، واضطرار الشباب إلى اللجوء للديون ، أين دور الدولة من الحد من تلك الظاهرة ؟ وهل باتت أموال الدولة تصرف لغير المواطنين ، داعيين النظام إلى إعادة النظر وتقييم الأمور الداخلية والقيام بسلسلة إصلاحات اقتصادية من أجل الوطن والمواطن ، لا لتنفيذ الحروب ودعم الانقلابات .

الكاتب