العقوبات الاقتصادية الأمريكية على ايران ستنعكس على دبي

العقوبات الاقتصادية الأمريكية على ايران ستنعكس على دبي

تستحوذ دبي، أكبر مدينة في الإمارات وأكثرها سكانا، على جزء كبير من سوق البضائع الإيرانية القادمة إلى البلاد.

وبلغ إجمالي الصادرات وإعادة التصدير من الإمارات العربية المتحدة إلى إيران في 2017، نحو 17 مليار دولار، عبرت معظمها عبر دبي.

ورغم المناخ السياسي المتوتر بين البلدين، ومشاركة أبو ظبي في التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين في اليمن -المتهمين بتلقي الدعم من طهران- ، والعلاقات السياسية المتينة بين الإمارات والولايات المتحدة، فإن كل ذلك لم ينعكس على الشراكة الاقتصادية بين طهران وأبوظبي.

في 2011، ورغم العقوبات المشددة على إيران، واصلت دبي تبادلها التجاري مع الجمهورية الإسلامية. واحتلت الإمارات المركز الأول عربيا في العلاقات التجارية مع إيران، ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 11 مليار دولار العام الماضي.

وكان التبادل التجاري قد بلغ 16 مليار دولار عام 2016، وبحسب مجلس الأعمال الإيراني في دبي، فإن الاستثمارات الإيرانية في الإمارات تحتل المرتبة الثانية بعد الأميركية.

ووفقا لتصريح سابق للمجلس، فإن عدد الإيرانيين الذين يعيشون في دبي يمثل نحو 10٪ من سكان المدينة، ونحو 8000 شركة تجارية وتاجر إيراني، يديرون العديد من الاستثمارات والأعمال في قطاعات متعددة.

لكن، وبعد فرض العقوبات المتكررة، خلال السنوات الأخيرة، اضطر بعض الإيرانيين لنقل أعمالهم إلى دول أخرى.

حسين أصرار أحد مؤسسي مجلس الأعمال الإيراني في دبي أوضح بأن التجارة بين إيران والإمارات انخفضت بعد أن كانت في ذروتها منذ سنوات. وقال خلال مقابلة مع شبكة TRT: “في السابق كانت إيران الوجهة الأولى لصادرات الإمارات، لكن حاليا يصل إجمالي التجارة المباشرة بين البلدين إلى ما بين 5 إلى 6 مليارات دولار فقط”.

الإمارات اتخذت موقفا أكثر صرامة في السنوات الأخيرة، حيث أجبرت المئات من الشركات الإيرانية على نقل مقراتها إلى أماكن أخرى في المنطقة.

ومنذ عقود تبحر السفن المحملة بكافة أنواع البضائع، بين دبي وإيران، والتي تبعدان عن بعضهما نحو 150 كلم فقط.

لكن وبعد العقوبات الأمريكية الأخيرة، ستصبح التبادلات التجارية لدبي مع أحد أقدم شركائها، أكثر صعوبة، وقد تعاني من تأثيرات اقتصادية، بعد أن بنت نفسها كمركز أساسي للحركة التجارية في المنطقة.

وحافظت دولة الإمارات على مركزها المتقدم في العلاقات التجارية مع إيران، إذ احتلت الترتيب الثاني عالمياً والأول عربياً من حيث قيمة التبادلات التجارية معها خلال الـ11 شهراً الماضية من السنة الإيرانية الماضية.

وقال المدير العام لمكتب التخطيط التجاري في مؤسسة تطوير التجارة الإيرانية، محمد رضا إيزديان لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" إن الصين احتلت المرتبة الأولى من حيث حجم الصادرات لبلاده وذلك بقيمة 11.5 مليار دولار تمثل 24% من مجموع الواردات الإيرانية التي بلغت 47.6 مليار دولار.

الكاتب